كتاب تاريخ الجزائر الثقافي (اسم الجزء: 5)

وبين إفريقية وشمال الجزائر. وقد تحدثت الوثائق عن مساجدها المنسوبة للصالحين، ومنهم شيوخ الشابية. وفي (كتاب العدواني) آثار من ذلك، ثم (كتاب الصروف) للعوامر، و (تقاييد) الشيخ التليلي. واهتم بذلك الضباط الفرنسيون الذين كتبوا مؤلفات خاصة (مونوغرافات) عن سوف، مثل الضابط ف. فيليب، والدكتور ايسكار، وكوفيه، وباطايون، وجوس. وفي هذه المؤلفات أوصاف للحياة الدينية في سوف، ولا سيما المساجد، وعددها في كل بلدة، وتاريخ إنشائها، وحالتها. ولكن يلاحظ على هذه المساجد (مثل كل مساجد الجنوب) أنها بسيطة في بنائها وهندستها، وأنها قليلة الأوقاف، وأن أيمتها كانوا تحت رقابة المكتب العربي (العسكري) سواء كانوا يتقاضون أجورا من المكتب أو من عامة الناس. أما الاعتداء على المساجد بالهدم والتعطيل فلم تعرفه حسب علمنا، مساجد سوف ولا مساجد الجنوب على العموم (¬1) ربما لعدم الحاجة إليها.
¬__________
(¬1) انظر كتاب العدواني من تحقيقنا. دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1996. و (الصروف) للعوامر، ط. تونس، 1974. وقد اطلعنا عند الشيخ التليلي على تقاييد هامة سيما عن مساجد قمار. ورجعنا إلى المؤلفات الفرنسية المذكورة عن سوف، خصوصا. كوفيه في المجلة الجزائرية SGAAN، 1934، ص 15 وما بعدها. وجوس (نشرة هيبون) رقم 22، 1886، وايسكار، نفس المصدر، 24، 1886 - 1890. وأفادني الشيخ التليلي بالقائمة التالية لمساجد سوف نقلا عن نسخة ترجع إلى الشيخ مصطفى السالمي: مسجد الزقم (966 هـ)، مسجد تاغزوت (988 هـ)، مسجد قمار (1006 هـ)، مسجد سيدي المسعود الشابي بالوادي (1009 هي)، مسجد كوينين (1043 هـ)، مسجد أولاد خليفة بالوادي (1108 هـ)، مسجد سيدي عبدالرزاق بالوادي (1159 هـ)، مسجد أولاد حمد بالوادي (1199 هـ)، مسجد سيدي عبد القادر بالوادي (1219 هـ)، مسجد سيدي سالم بالوادي (1239 هـ)، مسجد سيدي موسى بالوادي (1280 هـ). وقول الشيخ التليلي إنه لا يثق كثيرا بهذه التواريخ، وهي لا تشير إلى تواريخ التجديد.
وإليك أسماء مساجد قمار وحدها: مسجد سيدي المسعود الشابي، ومسجد بيت الشريعة، ومسجد سيدي إبراهيم، ومسجد الزرياطة، ومسجد سيدي سعيد، ومسجد العمامرة، ومسجد سيدي عبد الرحمن الحطابي (قيل إنه أقدم المساجد إذ يرجع إلى =

الصفحة 98