كتاب مواهب الجليل لشرح مختصر الخليل - الفكر (اسم الجزء: 5)

باب الخصائص
...
باب الخصائص
خص النبي صلى الله عليه وسلم بوجوب الضحى، والأضحى والتهجد والوتر بحضر،
__________
باب
ص:"خص النبي صلى الله عليه وسلم بوجوب الضحى والأضحى والتهجد والوتر بحضر" ش: صرح بوجوب هذه الأربعة صلى الله عليه وسلم ابن العربي والقرطبي وابن شاس. ودليل ذلك والله أعلم. حديث: "ثلاث علي فرائض ولكم تطوع النحر والوتر وركعتا الضحى1" رواه البيهقي وضعفه. ويؤخذ من الحديث أن الواجب من الضحى أقله ركعتان. ودليل وجوب التهجد قوله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ} وقوله سبحانه: {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً} وقد اختلف العلماء في ذلك. وسيأتي شيء من ذلك والأضحى جمع أضحاة ويجمع على أضاحي أيضا قاله في التنبيهات:. وقوله :"والوتر بحضر" قاله في الجواهر عن ابن العربي لما ذكر وجوب الوتر وهو داخل في قسم التهجد انتهى.. فيحتمل أن يكون قوله:" بحضر" راجعا لهما معا ويدل لذلك أنهم استدلوا لعدم وجوب الوتر في السفر بكونه صلى الله عليه وسلم كان يوتر على الراحلة، وكان صلى الله عليه وسلم يتهجد على الراحلة أيضا وانظر قول السيوطي بعد في المباحات.
تنبيهان: الأول: اختلف في التهجد على ثلاثة أقوال: فقيل إنه النوم عند الصلاة، وقيل إنه الصلاة بعد النوم والثالث: إنه الصلاة بعد العشاء انتهى.. من الأقفهسي. وقال الثعلبي في قوله تعالى: َ{مِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ} أي قم بعد نومك وصل. قال المفسرون: لا يكون التهجد إلا بعد النوم. يقال تهجد إذا سهر وهجد إذا نام. وقال بعض أهل اللغة: تهجد إذا نام وتهجد إذا سهر وهو من الأضداد. روى حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن رجل من الأنصار أنه كان مع رسول الله في سفر فقال لأنظرن كيف يصلي النبي صلى الله عليه وسلم قال فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ فرفع رأسه إلى السماء فتلا أربع آيات من آخر سورة آل عمران: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} الآيات ثم أهوى بيده إلى
ـــــــ
1 رواه أحمد في مسنده(1/23)

الصفحة 4