كتاب المبدع شرح المقنع - عالم الكتب (اسم الجزء: 5)

وإن تشاحا في المبتدىء بالرمي أقرع بينهما وقيل يقدم من له مزية بإخراج السبق وإذا بدأ أحدهما في وجه بدأ الآخر في الثاني والسنة أن يكون لهما غرضان إذا بدأ أحدهما بغرض بدأ الآخر بالثاني
__________
الإصابة تختلف باختلاف ذلك فوجب العلم به أشبه تعيين النوع والغرض ما تقصد إصابته من قرطاس أو جلد أو خشب وسمي غرضا لأنه يقصد وقال الأزهري ما نصب في الهدف فهو القرطاس وما نصب في الهواء فهو الغرض وفسره الجوهري بالهدف الذي يرمي فيه وفي بعض النسخ وطوله بالواو والصواب حذفها وفي المحرر ولا بد من معرفة الغرض صفة وقدرا لأن قدر الغرض هو طوله وعرضه وسمكه.
"وإن تشاحا في المبتدىء بالرمي أقرع بينهما" في قول الأكثر لأنهما متساويان في الاستحقاق فيصار إليهما كما لو تنازع المتقاسمان في استحقاق سهم معين.
"وقيل يقدم من له مزية باخراج السبق" لأن له نوعامن الترجيح فيجب أن يقدم به فعلى هذا إن كان العوض من أحدهما قدم صاحبه وإن كان من أجنبي قدم من يختاره منهما فإن لم يختر أقرع وصحح صاحب النهاية أنه لا يبتدىء أحدهما إلا بقرعة لأن العقد موضوع على أن لا يفضل صاحب السبق على صاحبه واختار في الترغيب يعتبر ذكر المبتدىء بت. "وإذا بدأ أحدهما في وجه بدأ الآخر في الثاني" تعديلا بينهما فإن شرطا البداءة لأحدهما في كل الوجوه لم يصح فإن فعلا ذلك بغير شرط برضاهما جاز وإن شرطا أن يبدأ كل واحد منهما من وجهين متواليين جاز ويحتمل أن يكون اشتراط البداءة في كل موضع غير لازم ولا يؤثر في العقد.
"والسنة أن يكون لهما غرضان إذا بدأ أحدهما بغرض بدأ الآخر بالثاني" لفعل الصحابة رضي الله عنهم وقد روي مرفوعا "ما بين الغرضين روضة من رياض الجنة" ويروى أن الصحابة كانوا يشتدون بين الأغراض يضحك بعضهم إلى بعض فإذا جاء الليل كانوا رهبانا ويكفي غرض واحد لأن المقصود

الصفحة 69