كتاب المبدع شرح المقنع - عالم الكتب (اسم الجزء: 5)

وإذا أطارت الريح الغرض فوقع السهم موضعه فإن كان شرطهم خواصل احتسب به وإن كان خواسق لم يحتسب له به ولا عليه وإن عرض عارض من كسر قوس أو قطع وتر أو ريح شديدة لم يحتسب عليه بالسهم
__________
يحصل به وهو عادة أهل عصرنا
فرع: إذا تشاحا في الوقوف كأن يستقبل أحدهما الشمس والآخر يستدبرها قدم قول من يستدبرها لأنه العرف إلا أن يكون بينهما شرط فيعمل به ولو قصد أحدهما التطويل منع منه.
"وإذا أطارت الريح الغرض فوقع السهم موضعه فإن كان شرطهم خواصل احتسب به" لأنه لو بقي الغرض موضعه لأصابه "وإن كان خواسق لم يحتسب له به ولا عليه" في قول أبي الخطاب لأنا لا ندري هل يثبت في الغرض لو كان موجودا أولا وقال القاضي ينظر فإن كانت صلابة الهدف كصلابة الغرض فثبت في الهدف احتسب له به وإن لم يثبت فيه مع التساوي لم يحتسب وإن كان الهدف أصلب فلم يثبت فيه لو كان رخوا لم يحتسب السهم له ولا عليه فإن وقع السهم في غيرموضع الغرض احتسب به على راميه وكذا الحكم إذا ألقت الريح الغرض على وجهه.
"وإن عرض عارض من كسر قوس أو قطع وتر أو ريح شديدة لم يحتسب عليه بالسهم" لأن خطأه لعارض لا لسوء رميه وفيه وجه والأشهر ولا له قاله في المغني تبعا للفاضي ولو أصاب لأن الريح الشديدة كما يجوز أن تصرف الرمي الشديد فيخطىء يجوز أن يصرف السهم المخطىء عن خطئه فيصيب فتكون إصابته بالريح لا بحذق رميه فأما إن وقع السهم من حائل فخرقه وأصاب الغرض حسب له لأن إصابته لسداد رميه فهو أولى فلو كانت الريح لينة لا ترد السهم عادة لم تمنع لأن الجو لا يخلو من ريح مع أنها لا تؤثر إلا في الرمي الرخو

الصفحة 70