كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 5)

لم يَدَعْ قَوْل الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طَعَامَهُ وشرابه" رواه البُخاريّ وأبو داود واللفظ له (¬1).
الحديث رواه البُخاريّ في كتاب الصيام بدون زيادة "والجهل" (¬2)، ورواه بالزيادة في الأدب، وفي رواية ابن وهب (أ) بزيادة "والجهل" في الصوم، ولابن ماجه "من لم يدع قول الزور والجهل والعمل به" (¬3).
وأخرَج الطّبرانيّ في "الأوسط" (¬4) عن أنس بلفظ "من لم يدع الخنا والكذب"، والمراد بمن لم يَدَعْ أي يترك ما ذكر، والزور المراد به الكذب، والجهل: السَّفَه.
وعلي رواية الأصل الضمير في "به" يعود إلى الزُّور، وفي رواية ابن ماجه يعود إلى الجهل، ويحتمل العودُ إلى كل واحد منهما.
وقوله: "ليس لله حاجة": أي ليس له إرادة، والغَرَض من هذا التحذير والتعظيم لإثمه، وأن صيامه كلا صيام (ب) ولا معنى معتبر للمفهوم هنا، فإن الله لا يحتاج إلى أحد، هو الغني سبحانه وتعالى، ذكر هذا ابن بطال.
وقال ابن المُنيِّر في حاشيته على البخاريّ: هو كناية عن عدم القَبُول، كما يقول المغضب لمن رد عليه شيئًا طلبه منه لم يقم به: لا حاجة لي
¬__________
(أ) هـ: من ذهب.
(ب) جـ: خلا صيام، وسقط من جـ (ولا معنى).
__________
(¬1) البُخاريّ الأدب، باب قول الله تعالى: {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} 10: 473 ح 6057، أبو داود الصوم، باب الغيبة للصائم 2: 767 ح 2362.
(¬2) البُخاريّ الصوم، باب مَن لم يدع قول الزور والعمل به في الصوم 4: 116 ح 1903.
(¬3) ابن ماجه الصيام، باب ما جاء في الغيبة والرفث للصائم 1: 539 ح 1689.
(¬4) مجمع الزوائد 3: 171، وقال الهيثمي عقبه: "وفيه منْ لم أعرفه".

الصفحة 39