كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 5)

الفصل الرابع في آداب الزيارة وما ينبغي للزائر أن يعمله في طريقه
الأول: أن ينوي بزيارته للنبي - صلى الله عليه وسلم - (¬1) - التقرب إلى الله بسيره للوصول إلى مسجده - صلى الله عليه وسلم - للصلاة فيه والدعاء والتسليم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأن يكثر في طريقه من الصلاة والسلام عليه (أوإذا قرب من المدينة ازداد من الصلاة والسلام عليه أ) - صلى الله عليه وسلم - ويسأل الله أن ينفعه بزيارته وأن يتقبلها منه، فإن بإكثار الصلاة عليه (ب) نيل السعادات الدينية والدنيوية وتمام ما قصده من الأعمال.
وقد أخرج الترمذي وصححه الحاكم عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال يأيها الناس اذكروا الله جاء الموت بما فيه، قال فقلت: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: ما شئت، قلت: الربع؟ قال: ما شئت وإن زدت فهو خير لك، قلت: فالنصف؟ قال: ما شئت وإن زدت فهو خير لك، قلت: فالثلثين؟ قال: ما شئت وإن زدت فهو خير لك، قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذًا تكفى همك وغفر لك ذنبك" (¬2).
¬__________
(أ، أ) سقط من ي.
(ب) سقط من هـ (عليه).
__________
(¬1) الأولى أن ينوي بزيارته مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنه يحصل له الأجر والذي يقصد مجرد القبر ولا يقصد المسجد مخالف للحديث فإنه قد ثبت في الحديث الصحيح أن السفر إلى مسجده مستحب الصارم 51.
(¬2) الترمذي صفة القيامة 4: 636 ح 2457 المستدرك 2: 421.

الصفحة 425