كتاب ذيل طبقات الحنابلة - لابن رجب - ت العثيمين (اسم الجزء: 5)

الشيوخ بَعْد هذه الطبقة. قريبا من خمسين سنة، وَكَانَ قارئ الحديث بدار المستنصرية مدة. ثُمَّ ولي المشيخة بِهَا بَعْد وفاة الدواليبي المتقدم ذكره.
وَكَانَ يقرأ الْحَدِيث فِي دار الْحَدِيث الَّتِي كانت تعرف بمسجد يانس، ويجتمع عنده خلق كثير، يبلغون عدة آلاف، ويعظ بِهَا وبغيرها. وانتهى إِلَيْهِ علم الْحَدِيث والوعظ ببغداد، وَلَمْ يكن بِهَا فِي وقته أَحْسَن قراءة للحَدِيث منه، ولا معرفة بلغاته وضبطه، وَلَهُ اليد الطولى فِي النظم والنثر، وإنشاء الخطب والمواعظ.
كتب بخطه الكثير من الفقه والحَدِيث، وَلَهُ مشاركة فِي الفقه، وحفظ " الخرقي " فِي صغره، وَكَانَ لطيفا، حلو النادرة، مليح الفكاهة، ذا حرمة وجلالة وهيبة، ومنزلة عند الأكابر، وجمع عدة أربعينيات فِي معارف مختلفة، وَلَهُ كتاب " مطالع الأنوار، فِي الأحبار والآثار الخالية عَنِ السند والتكرار "، وكتاب " الكواكب الحرية، في المناقب العلوية " وذكر: أَنَّهُ جمع تاريخا وَلَمْ يوجد. ويقال: إنه جمع كتابا فِي الأسماء المبهمة فِي الْحَدِيث، وَلَمْ يوجد أيضًا، وَلَهُ شعر كثير، لو جمع لجاء منه ديوان. تخرج به جماعة

الصفحة 46