كتاب ذيل طبقات الحنابلة - لابن رجب - ت العثيمين (اسم الجزء: 5)

معجما لشيوخه بالسماع والإِجازة عَن نحو ثلاثمائة شيخ، وأكثرهم بالإِجازة، وتكلم فِيهِ عَلَى أحوالهم ووفياتهم، واستعان فِي معرفة أحوال الشاميين بالذهبي والبرزالي، وحدث بِهِ، وبكثير من مسموعاته، وغيرها بالإِجازة.
سمع منه خلق كثيرون. وأجاز لي مَا يَجُوز لَهُ روايته غير مرة، وعرس بالمدرسة البشيرية للحنابلة.
وَكَانَ إماما فاضلًا، ذا مروءة، وأخلاق حسنة، وحسن هيئة وشكل، عظيم الحرمة، شريف النفس، متفرداً فِي بيته، لا يغشى الأكابر ولا يخالطهم، ولا يزاحمهم فِي المناصب، بَل الأكابر يترددون إِلَيْهِ، وَقَدْ نهى أَصْحَابه عَنِ السعي لَهُ فِي تدريس المستنصرية، وَلَمْ يتعرض لَهَا، مَعَ تمكنه من ذَلِكَ، ولما حبس الْجَمَاعَة الَّذِينَ كتبوا عَلَى مسألة الزيارة، موافقة للشيخ تقي الدين لَمْ يتعرض لَهُ، هيبة لَهُ واحتراما، وحبس سائرهم وأوذوا.
وَلَهُ شعر كثير جيد، لعله ديوان تمام، وتفرد فِي وقته ببغداد، فِي علم الفرائض، والحساب، حَتَّى يقال: إِن الزريراتي كَانَ يراجعه فِي ذَلِكَ، ويستفيد منه.
ونقل بَعْضهم عَنِ الْقَاضِي برهان الدين الزرعي، أَنَّهُ

الصفحة 82