كتاب كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (اسم الجزء: 5)

من الحسان
4603 - قال: قلت: يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟ قال: "كان في عماء، ما تحته هواء، وما فوقه هواء، وخلق عرشه على الماء".
قال يزيد بن هارون: العماء، أي ليس معه شيء.
قلت: رواه الترمذي في التفسير وابن ماجه في السنة كلاهما (¬1) من حديث أبي رزين العقيلي وحسنه الترمذي، وسنده فيه متصل، وليس في رجاله إلا من روى له الشيخان أو مسلم خاصة، إلا وكيع بن عدس العقيلي، قال الذهبي: لا يعرف تفرد عنه يعلى بن عطاء، كذا قال في الميزان، وقال والكاشف: وثق، عدس: بضم العين والدال المهملتين (¬2)، ويزيد بن هارون الذي نقل المصنف عنه هذا التفسير هو شيخ شيخ الترمذي أحد رواة هذا الحديث.
قال ابن الأثير (¬3): والعماء بالفتح والمد: هو السحاب. قال أبو عبيد (¬4): لا ندري كيف كان ذلك العماء. وفي رواية "كان في عمى" بالقصر ومعناه ليس معه شيء، وقيل: هو كل أمر لا تدركه عقول بني آدم، ولا يبلغ كنهه الوصف والفطن، ولا بد في قوله "أين كان ربنا؟ " من مضاف محذوف كما حذف في قوله "هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله ونحوه"، فيكون التقدير: "أين كان عرش ربنا؟ ". وقال الأزهري (¬5): نحن
¬__________
(¬1) أخرجه الترمذي (3109)، وابن ماجه (182) وإسناده ضعيف.
(¬2) وكيع بن عُدُس العقيلي: قال الحافظ: مقبول، انظر: التقريب (7465)، انظر قول الذهبي في: الميزان (4/ ت 9355)، والكاشف (2/ 350 رقم 6057)، وذكره ابن حبان في الثقات (5/ 496).
(¬3) انظر: النهاية (3/ 304).
(¬4) انظر: غريب الحديث (2/ 9).
(¬5) انظر: تهذيب اللغة للأزهري (3/ 246). وتتمة كلامه: قال: "قلت أنا: والقول عندي ما قاله أبو عبيد أنه العماء ممدود، وهو السحاب، ولا يدري كيف ذلك العَماء بصفة تحصره ولا نعت يحده، ويقوّي هذا القول قول الله عز وجل: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام} فالغمام معروف في كلام العرب، إلا أنا لا ندري كيف الغمام الذي يأتي الله عز وجل يوم القيامة في ظلل منه، =

الصفحة 110