كتاب كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (اسم الجزء: 5)

قلت: هذه الرواية عزاها ابن الأثير إلى الترمذي (¬1) خاصة فذكر الشيخ لها في الصحاح وهم (¬2)، وهذه الرواية لما كانت في الترمذي على شرط مسلم وبرجاله توهم المصنف أنها في مسلم فذكرها في الصحاح.

4612 - قال - صلى الله عليه وسلم -: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع، وأول مشفع".
قلت: رواه مسلم في المناقب من حديث أبي هريرة ورواه أبو داود في السنة (¬3) ولم يقل أبو داود: "يوم القيامة" ولم يخرج البخاري هذا الحديث، قال الهروي (¬4): السيد هو الذي يفوق قومه في الخير، وقال غيره: هو الذي يفزع إليه في النوائب والشدائد فيقوم بأمرهم ويتحمل عنهم مكارههم ويدفعها عنهم، وأما تقييده: بيوم القيامة: مع أنه سيدهم في الدنيا والآخرة فلأن يوم القيامة يظهر السؤدد عيانًا لكل أحد ولا يبقى منازع ولا معاند، وهذا قريب من قوله تعالى: {لمن الملك اليوم لله الواحد القهار} مع أن الملك له سبحانه وتعالى قبل ذلك لكن كان في الدنيا من يدعى الملك أو من يضاف إليه الملك مجازًا فانقطع كل ذلك في الآخرة.
وهذا الحديث دليل لفضله - صلى الله عليه وسلم - على الخلق كلهم لأن مذهب أهل السنة أن الآدميين أفضل من الملائكة وهو - صلى الله عليه وسلم - أفضل الآدميين لهذا الحديث وغيره، وأما حديث: "لا تفضلوا بين الأنبياء" فعنه أجوبة (¬5) والله أعلم.

4613 - قال - صلى الله عليه وسلم -: "أنا أكثر الأنبياء تبعًا يوم القيامة، وأنا أول من يقرع باب الجنة".
قلت: رواه مسلم في الإيمان من حديث أنس ولم يخرجه البخاري. (¬6)
¬__________
(¬1) أخرجه الترمذي (3605).
(¬2) انظر: جامع الأصول (8/ 535).
(¬3) أخرجه مسلم (2278)، وأبو داود (4673).
(¬4) انظر: الغريبين للهروي (3/ 206 - 207).
(¬5) انظر: المنهاج للنووي (15/ 54 - 55).
(¬6) أخرجه مسلم (196).

الصفحة 116