كتاب كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (اسم الجزء: 5)
قلت: هذا الحديث من أوله إلى قوله "نصرًا مؤزرًا" رواه الشيخان: البخاري (¬1) في أول الكتاب، وفيه "ثم لم ينشب ورقة إلى أن توفي وفتر الوحي" ومسلم في كتاب الإيمان، وأعاده البخاري في الرؤيا وزاد في آخره "وفتر الوحي، حتى حزن النبي - صلى الله عليه وسلم -" إلى آخر الحديث، وهذا الحديث من مراسيل الصحابة، فإن عائشة رضي الله عنها لم تدرك هذه القصة فتكون سمعتها من النبي - صلى الله عليه وسلم - أو من صحابي، ومراسيل الصحابة حجة عند جميع العلماء إلا ما انفرد به الأستاذ أبو إسحاق الإسفرائيني.
قولها "من" الوحي في "من" قولان أحدهما: أنها لبيان الجنس. والثاني: للتبعيض (¬2).
وفلق الصبح: بفتح الفاء واللام ضياؤه.
والخلاء: بالخاء المعجمة ممدودة هي الخلوة وهي شأن الصالحين.
قال الخطابي (¬3): حبب إليه العزلة - صلى الله عليه وسلم - لأن معها فراغ القلب وهي معينة على التفكر وبها تنقطع مألوفات النفس ويتخشع قلبه.
والغار: الكهف في الجبل.
وحراء: بكسر الحاء وتخفيف الراء وبالمد مصروف مذكر على الصحيح.
وحكي فيه التأنيث فمن ذكره صَرَفه ومن أنثه لم يصرفه، وحكى بعضهم فيه فتح الحاء والقصر وهو ضعيف.
والتحنث: بالحاء المهملة والنون والمثلثة التعبد وأصل الحنث: الإثم فمعنى يتحنث: يجتنب الإثم (¬4).
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري في بدأ الوحي (3)، وفي التفسير (4953)، وفي الرؤيا (6982)، ومسلم (160).
(¬2) انظر: إكمال المعلم (1/ 479).
(¬3) انظر: أعلام الحديث للخطابي (1/ 127)، وإكمال المعلم (1/ 482).
(¬4) انظر: إكمال المعلم (1/ 480).