كتاب كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (اسم الجزء: 5)

قوله - صلى الله عليه وسلم -: أي فل، قال النووي (¬1): هو بضم الفاء وإسكان اللام ومعناه يا فلان وهو ترخيم على خلاف القياس، وقيل: هي لغة بمعنى فلان، وقال ابن الأثير (¬2): فل: ليس ترخيمًا لفلان، لأنه لا يقال إلا بالسكون، ولو كان ترخيمًا لفتحوا اللام أو ضموها، وبه قال سيبويه، وقال: ليست ترخيمًا، وإنما هي صيغة ارتجلت في باب النداء، وقد جاء في غير النداء قال:
أمسك فلانًا عن فلِ
بكسر اللام للقافية.
قوله: وأذرك ترأس وتربع. أما ترأس، فبفتح التاء وإسكان الراء وبعدها همزة مفتوحة، ومعناه رئيس القوم وكبيرهم، وأما تربع: فبفتح التاء والباء الموحدة، قال النووي (¬3): هكذا رواه الجمهور، وفي رواية: ترتع، بمثناة من فوق بعد الراء ومعناه: بالموحدة تأخذ المرباع التي كانت ملوك الجاهلية تأخذه من الغنيمة وهو ربعها، يقال: ربعتهم إذا أخذت ربع أموالهم، ومعناه: ألم أجعلك رئيسًا مطاعًا، ومعناه بالمثناة: تتنعم وقيل: تأكل، وقيل: تلهو، وقيل: تعيش في سعة.
قوله تعالى: أنساك كما نسيتني أي أمنعك الرحمة كما امتنعت من طاعتي.
قوله: ههنا، إذًا أي اثبت ههنا أي مكانك حتى تعرف أعمالك.
قوله: وذلك ليعذر من نفسه، هذا كقوله - صلى الله عليه وسلم -: لن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم.
¬__________
(¬1) المنهاج (18/ 137).
(¬2) انظر: النهاية (3/ 473).
(¬3) انظر: المنهاج للنووي (18/ 137 - 138).

الصفحة 20