كتاب كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (اسم الجزء: 5)

من الحسان
4453 - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفًا، لا حساب عليهم ولا عذاب، مع كل ألف سبعون ألفًا، وثلاث حثيات من حثيات ربي".
قلت: رواه الترمذي وابن ماجه كلاهما في الزهد من حديث أبي أمامة وقال الترمذي: حسن غريب، وفي سنده: إسماعيل بن عياش (¬1).
قوله - صلى الله عليه وسلم -: وثلاث حثيات من حثيات ربي، الحثوة والحثية: ما يحثيه الإنسان بيديه من ماء أو تراب أو غيرهما، وهو بالثاء المثلثة، والحثيات: هنا كناية عن المبالغة في الكثرة، ولا كفَّ ثَمَّ ولا حَثْيَ جلّ الله عن ذلك وعزّ (¬2)، ويجوز في ثلاث حثيات الرفع عطفًا على المبتدأ الذي هو قوله سبعون ألفًا، وهو الأقرب، ويجوز النصب عطفًا على مفعول يدخل أي يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفًا، وثلاث حثيات من حثيات ربي، والكثرة في الرفع أكثر من النصب بسبعين مرة والله أعلم بمراد نبيه - صلى الله عليه وسلم -.

4454 - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يُعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات، فأما عرضتان، فجدال ومعاذير، وأما العرضة الثالثة، فعند ذلك تطاير الصحف في الأيدي: فآخذ بيمينه، وآخذ بشماله". (ضعيف).
قلت: رواه أحمد والترمذي في الزهد من حديث أبي هريرة (¬3) وقالا: لا يصح هذا الحديث، من قبل أنه روي من طريق الحسن عن أبي هريرة، والحسن لم يسمع من أبي هريرة وقد رواه بعضهم عن الحسن عن أبي موسى انتهى.
¬__________
(¬1) أخرجه الترمذي (2437)، وابن ماجه (4286) وإسناده صحيح. انظر: هداية الرواة (5/ 172).
(¬2) انظر: النهاية (1/ 339 - 340)، وقد سبق أن تكلمنا أن الله سبحانه خاطبنا بلسان عربي مبين وبما نفهمه ونعقل معناه، والأصل في الكلام أن يجري على ظاهره، ولا نعلم كيفيتها ونقطع بأنها لا تماثل صفات المخلوقين، وأن تأويلها بالمبالغة وغيرها باطل.
(¬3) أخرجه الترمذي (2425) وهو ضعيف لعنعنة الحسن البصري. =

الصفحة 21