كتاب كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (اسم الجزء: 5)

عياض (¬1): قال بعض المتكلمين ليس ضحكه - صلى الله عليه وسلم - وتعجبه وتلاوته الآية تصديقًا للحبر، بل هو رد لقوله وإنكار وتعجب من سوء اعتقاده، فإن مذهب اليهود التجسيم، ففهم منه ذلك، وقوله: تصديقًا له إنما هو من كلام الراوي على ما فهم، وهذا بعيد (¬2).

4425 - قالت: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قوله عز وجل: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} فأين يكون الناس يومئذ؟ قال: "على الصراط".
قلت: رواه مسلم في الفتن والترمذي من حديث عائشة ولم يخرجه البخاري. (¬3)

4426 - قال - صلى الله عليه وسلم -: "الشمس والقمر مُكوّران يوم القيامة".
قلت: رواه البخاري في بدء الخلق (¬4) من حديث عبد الله بن فيروز عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وقال الحميدي (¬5): فيما انفرد به البخاري ليس لعبد الله بن فيروز عن أبي سلمة في مسند أبي هريرة من الصحيح غير هذا.
قال في شرح السنة (¬6): هذا من قوله تعالى: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} أي جمعت، ولفّت، وتكوير العمامة: لفّها، ويحتمل أن يكون من قولهم قطيفة مكورة أي ملقاة، أي يلقيان من فلكها، وهذا التفسير أشبه بالحديث لما في طرق هذا الحديث يكونان في النار، قال: ويكون تكويرهما فيها ليعذب بهما أهل النار ولا سيما عبّادهما لا ليعذبا
¬__________
(¬1) انظر: إكمال المعلم (8/ 316 - 317).
(¬2) تعجبا، لأنه وافق ما جاء به من عند الله، فصار مؤيدًا له ومصدقًا، وهو دليل على اتفاق الشرائع المنزلة من عند الله على إثبات الصفات على ظاهرها، على ما يليق بعظمة الله، أما من قال: أن تعجبه - صلى الله عليه وسلم - من جرأة اليهود على التشبيه فهو يعوزه الإنصاف، لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - عند سماع الباطل يغضب لله وينكر المنكر ولا يقره.
(¬3) أخرجه مسلم (2791)، والترمذي (3121).
(¬4) أخرجه البخاري (3200).
(¬5) انظر: الجمع بين الصحيحين (3/ 238 رقم 2505).
(¬6) شرح السنة (15/ 116).

الصفحة 6