كتاب كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (اسم الجزء: 5)
4520 - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لو أن ما يُقل ظفر -مما في الجنة- بدا، لتزخرفت له ما بين خوافق السموات والأرض، ولو أن رجلًا من أهل الجنة اطلع، فبدا أساوره، لطمس ضوؤه ضوء الشمس، كما تطمس الشمس ضوء النجوم". (غريب).
قلت: رواه الترمذي في صفة الجنة من حديث سعد بن أبي وقاص وقال: هذا حديث غريب، لا نعرفه بهذا الإسناد إلا من حديث ابن لهيعة، وابن لهيعة تقدم الكلام فيه (¬1) وما يقل: أي ما يحمل من الإقلال، وظفر: مرفوع فاعل فعل، والعائد إلى الموصول محذوف أي ما يحمله ظفر قال الله تعالى: {حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا} أي حملت الرياح سحابًا ثقالًا، قوله - صلى الله عليه وسلم -: لزخرفت أي لتزينت، والزخرف كمال حسن الشيء، قال الله تعالى: {حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ} أي تزينت بألوان الثياب، ويقال للذهب: زخرف، قال الله تعالى: {أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ} قيل أي من ذهب، وأنث الفعل في قوله - صلى الله عليه وسلم - لتزخرفت مع أن ما فعله ما بين خوافق إرادة للمعنى فإن ما بين السماء والأرض أماكن كثيرة ومواضع متعددة.
وخوافق السموات والأرض: بالخاء المعجمة قال ابن الأثير (¬2): الخافقان طرفا السماء والأرض، وقيل المغرب والمشرق، وخوافق السماء الجهات التى تخرج منها الرياح الأربع.
4521 - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أهل الجنة جرد مرد كحل، لا يفنى شبابهم، ولا تبلى ثيابهم".
¬__________
(¬1) أخرجه الترمذي (2538) وفي إسناده ابن لهيعة يرويها عنه عبد الله بن المبارك وروايته عنه كانت قبل احتراق كتبه فإسناده حسن. انظر: الصحيحة (3396)، وهداية الرواة (5/ 208).
(¬2) انظر: النهاية لابن الأثير (2/ 56)، وجامع الأصول (10/ 506).