كتاب منحة الباري بشرح صحيح البخاري (اسم الجزء: 5)

الشرطية جواب: (إن أظهر) (وإلا) أي: وإن لم أظهر. (فقد جموا) بجيم مفتوحة وميم مضمومة مشددة، أي استراحوا من جَهْد القتال. وقوله: (فإن أظهر) إنما هو منه - صلى الله عليه وسلم - على سبيل الفرض والمجاراة مع الخصم بزعمه وإلا فهو جازم بأن الله يظهره على الدين كله حتى ينفرد. (سالفتي) أي: تنفصل رقبتي بالقتل. (ولينفذن) بضم التحتية وسكون النون وفتح المعجمة وبفتح النون وكسر الفاء المشددة، أي: ليمضين الله أمره في نصر دينه (هات) فعل أمر مبني على حذف الياء التي هي لامه مثل عاز، أي: أعطنا.
(فقام عروة بن مسعود) أي: ابن معتب الثقفي وكان سيدًا مطاعًا في قومه، أسلم ورجع إليهم ودعاهم إلى الإسلام فقتلوه. (أي قوم) أي: يا قوم. (ألستم بالوالد) أي: بمثله في الشفقة والمحبة، وأراد بذلك أنكم قد ولدتموني في الجملة لكون أمي وهي سبيعة بنت عبد شمس بن عبد مناف منكم.
(أو لست بالولد؟) أي: بمثله في النصح لوالده. (تتهموني) في نسخة "تتهمونني" أي: تنسبوني إلى التهمة. (استنفرت أهل عكاظ) بصرف عكاظ وعدم صرفه، أي: دعوتهم للقتال نصرة لكم، وعكاظ بضم المهملة وخفة الكاف وبمعجمة: اسم سوق بناحية مكة كانت العرب تجتمع به في كل سنة مرة (¬1). (فلما بلّحوا) أي: بفتح الموحدة واللام مشددة ومخففة وبمهملة أي امتنعوا وعجزوا، يقال: بلح الفرس إذا وقف وأعيا. (فإن هذا) أي: النبي - صلى الله عليه وسلم -. (عرض لكم) في نسخة: "عرض عليكم". (خطة رشد) أي: خصلة فيها رشد وصلاح.
¬__________
(¬1) "معجم البلدان" 4/ 142.

الصفحة 528