كتاب منحة الباري بشرح صحيح البخاري (اسم الجزء: 5)

فأما إذا أضفت فليس إلا النصب؛ لأنك لو رفعته فلم يكن له خبر (¬1). ويجاب بأن منعه ذلك محمول على ما إذا رفع ويل على الابتداء كما نطق به، وإلا فلا مانع من رفعه على أنه خبر لمبتدإِ محذوف كما في حال عدم الإضافة. (مسعر حرب) بكسر الميم من الإسعار، وبالنصب على التمييز وأصله: من مسعر حرب، وفي نسخة: بالرفع، أي: هو مسعر حرب (لو كان له أحد) لو للتمني فلا جواب لها، أو للشرط فجوابها محذوف، أي: لو فرض له أحد ينصره لإسعار الحرب لأثار الفتنة وأفسد الصلح فعلم منه أنه سيرده إليهم كما أشار إليه بقوله: (فلما سمع ذلك) إلخ. (سيف البحر) بكسر المهملة وسكون التحتية، أي: ساحله (قال وتنفلت) بفوقية مفتوحة ففاء، أي تتخلص منهم، أي: من أبيه وأهله. (أبو جندل) فاعل (ينفلت) وعبَّر بالمستقبل إشارة إلى إرادة مشاهدة الحال كما في قوله تعالى: {اللهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا} [الروم: 48] (بعير) أي بخبر عير (إلا اعترضوا لها) أي: وقفوا لها في طريقها بالعرض، وهو كناية عن منعهم لها من السير. (فأرسلت قريش) أي: أرسلت أبا سفيان بن حرب. (تناشده بالله والرَّحم) في نسخة: "تناشده الله والرحم" بحذف الموحدة، أي: يقول له: سألتك بالله وبحق القرابة (لمَّا) بالتشديد بمعنى: إلا، نحو {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4)} [الطارق: 4] في قراءة من شدد (لما) أي: لم تسأل قريش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا إرساله إلى أبي بصير وأصحابه بالامتناع عن إيذاء قريش.
(فمن أتاه) جزاء شرط مقدر، أي: إذا أرسل إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
¬__________
(¬1) "الصحاح" 5/ 1846 مادة (ويل).

الصفحة 536