كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 5)

الدراسات مستمرة وتستمر لأن هذا العلم واسع جدا وآفاقه لا تنتهي. والريح هي الكلمة العامة لحركة الهواء، كتلته وسرعته، مشكلة طاقة حركية إذا ما صدت بأي جسم صلب فستتحول كلها أو جزء منها إلى ضغط أو إجهاد ضغطي على هذا الجسم الصلب، وتحدد شدة هذا الضغط بالدرجة الأساس اعتمادا على شدة الريح وشكل الجسم الصاد لها وميل الريح عن الجسم وكذلك تعتمد على جساءة وصلادة وقوة الجسم المرتبط به. والعلم الذي يدرس هذه الظواهر وتأثيرها على المنشآت يسمى علم قوى الحركات الهوائية (( Airodynamic Forces)) والذي أشرنا إليه في كتابنا ((المنظار الهندسي للقرآن الكريم)) عند الكلام عن حادثة الجسر الذي انهار في الولايات المتحدة (نيوتاكوما، New Tacoma ) وما سببه هذا الانهيار من اهتمام شديد بهذا العلم حيث أصبحت المنشآت والهياكل المعقدة والمهمة والعالية تخضع قبل إنشائها لما يسمى بفحص نفق الريح أو نفق الهواء ( Wind Tunnel Test)، للتأكد من سلامتها قبل إنشائها، إلا أن كل هذه التجارب والتقنيات لم تكن لتمنع أمر اللّه إذا أراد عقوبة قوم معينين كما حصل في إعصار ميتش وغيره.
إن الطاقة الممتصة من قبل الجسم الذي يصد الريح عادة أكبر من الطاقة المتبددة بفعل عامل الإخماد للجسم ( Damping Factor) لذلك تزيد التشوهات الذبذبية بصورة مستمرة مؤدية إلى الفشل النهائي بعد حصول الرنين - كما أشرنا إلى ذلك في الكتاب الثاني من هذه السلسلة - ويسمى المنشأ عندئذ بأنه غير مستقر هوائيا ( Aerodynamically Unstable)، لذلك تصمم المنشآت الحديثة على أساس توازن بين قلة الكتلة وقلة الإخماد من جهة مع زيادة المرونة وقلة الجساءة من جهة أخرى مقارنة مع البنايات المنفذة في الماضي القريب. ولغرض معرفة التقدير المسبق والتخمين الأولي للاستقرارية النهائية للمنشإ مع توزيع شدة الريح على المنشأ يجب معرفة سرعة الريح وشدتها في المنطقة بصورة كافية. ولكي نستطيع حساب القوى الداخلة في تصميم البنايات المعرضة للرياح نستعين أيضا بعلم الحركة إلا أن تعقيد حركة الهواء والرياح يجعل أغلب المصممين يستخدم طريقة الحمل الساكن المكافئ لحمل الرياح بدلا من المعادلات المعقدة لحساب الحمل الحركي للرياح، أي يجعل من الرياح قوة ستاتيكية ساكنة وليس قوة ديناميكية حركية ويعتمد ذلك على مواصفات

الصفحة 14