كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 5)

الفصل الثاني الرياح في القرآن والسنة
إذن تهب الرياح بسبب اختلاف في الضغط في منطقتين معينتين وهذا هو قانونها الذي وضعه اللّه تعالى والتي لا تحيد عنه أبدا إلا لأمر آخر يأمره اللّه تعالى والذي لم يصل إليه الإنسان بعد بالتجربة والعلم وإنما أخبره القرآن الكريم لنا كقصته لعذاب قوم معين كفروا وجحدوا فاستحقوا العقاب. هذه الحركة يؤثر بها عدة عوامل منها درجات الحرارة والرطوبة وأمور أخرى عديدة وبتعريف بسيط فإن الريح والرياح هي حركة الهواء وجزيئاته بغض النظر عن مكوناته الكيمائية بين منطقتين مختلفتين في الضغط وتعتمد شدته على أمور كثيرة أهمها فرق الضغط فكلما زاد الفرق كان الهواء أشد وأعنف وشدة الريح أعلى.
ذكر البخاري في تفسير القرآن قال: حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب قال أبو سلمة سمعت جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما قال سمعت النبي صلى اللّه عليه وسلم يقول ((لما عذبتني قريش قمت في الحجر فجلى اللّه لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه))، وزاد يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (لما عذبتني قريش حين أسري بي إلى بيت المقدس .. ) وذكر نحوه وقال (قاصفا) ريح تعصف كل شيء «1». وذكر البخاري في كتاب التفسير عن كلمة ((إعصار)) حيث قال رحمه اللّه إنه ريح عاصف تهب من الأرض إلى السماء كعمود فيه نار وقال عكرمة ((وابل)) بأنه المطر الشديد و ((الطل)) بأنه الندى.
تأتي كلمة الريح في القرآن غالبا بمعنى التدمير والهلاك أما الرياح فتأتي بمعنى الخير والبركة والمطر اللطيف لذلك كان النبي صلى اللّه عليه وسلم يقول كلما سمع صوت الهواء الشديد (اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا). أي اجعلها خيرا وبركة لأن الرياح تجلب الهواء المنعش والمطر اللطيف المحمل بكل الخيرات والبركات، بينما الريح تجلب معها
______________________________
(1) في كتاب التفسير وكتاب المناقب (برقم 4710)، وقد انفرد به.

الصفحة 16