كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 5)

تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ. (20)
تقسيمات الرياح في المثل والقصص القرآني:
بعد ما عرفنا التقسيم العلمي للرياح التي جاءت بعد دراسات وبحوث مقرونة بتقنيات رصدية هائلة متمثلة بالمراقبة بواسطة الأقمار الصناعية والمراصد الإلكترونية المتطورة، من حقنا أن نسأل، هل للقرآن حصة في السبق لهذا العلم المعقد؟!.
لنتفحص آيات الريح والرياح وتدرجاتها لنرى من هو السبّاق إلى التقسيم والتعريف بهذا العلم وتفاصيله الدقيقة، أ هو العلم الحديث أم كتاب اللّه المجيد؟.
* يتبين لنا أولا مدى الربط الرائع بين السحاب وحركة الجبال والذي تطرقت إليه الآية الكريمة وتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِما تَفْعَلُونَ (88)، (النمل: 88) .. فالآية تربط سرعة حركة الجبال التي نظنها واقفة ولكنها تتحرك مع حركات الأرض المختلفة بسرعتها المتفاوتة التي أوردناها آنفا في الكتاب الخاص بالأرض مع حركة السحب بسرعتها المتراوحة بين الصفر إلى أكثر من 300 كلم في الساعة، كما وتربط بين حركات الرياح وعلاقتها بتوزيع السحب على الأرض الذي بيناه أيضا في كتابي الأرض والفلك.
* كلمة ريح وردت (19) مرة جاءت واحدة بمعنى رائحة بقوله تعالى: ولَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ (94)، (يوسف: 94).
* كلمة رياح جاءت (10) مرات في القرآن الكريم من خلال سرد قصة أو ضرب مثل، وقد جاءت متدرجة من حيث القوة.
ستجد من التعابير القرآنية في الآيات الكريمات ما ينبئك عن تدرجات عجيبة للكتاب العزيز سبق بها علماء عصرنا، وإن الإنسان ليدهش من دقة الوصف العلمي والتعبير البياني معا لآيات الرياح وتدرجاتها. فإنك تجد أسماء وصفات - كما سنبين - مثل ((العاتية)) التي هي غير ((الصرصر))، وهكذا للكلمات ((صر))، ((العقيم))، ((القاصف))، ((العاصف))، ((الرخاء))، ((البشرى))، ((الرحمة))، وغيرها .. وكذلك بالنسبة للوصف الخاص بشدة التدمير: ((هشيما))، ((الرميم))، ((تذروه الرياح))، وهكذا .. فكلها درجات تختلف فيما بينها من حيث الوصف اللغوي والعلمي وكذلك

الصفحة 18