كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 5)

أقام عليه ودام، وصرار الليل بالفتح والتشديد الجدجد وهو أكبر من الجندب وبعض العرب يسميه الصدى، و (صر) القلم والباب يصر بالكسر صريرا أي صوت، (صر) الجندب صريرا وصرصر الأخطب صرصرة كأنهم قدروا في صوت الجندب المد وفي صوت الأخطب الترجيع فحكوه على ذلك وكذا صرصر البازي والصقر وريح صرصر أي باردة وقيل أصلها صرر من الصر فأبدلوا مكان الراء الواسطي فاء الفعل كقولهم كبكبوا أصله كببوا وتجفجف الثوب أصله)) «1» ... وإذن تعطي الكلمة معنى الصوت والشدة والبرد وهذه كلها مما تجلبه الريح العاصف.
لنتدبر التدرجات القرآنية للريح والرياح:
1 - الريح الخفيفة أو اللطيفة وتدرجاتها،
وهي الرياح المتعلقة بحمل السحب الجالبة للمطر والبشرى للناس والخير للكائنات، وعادة ما ترتبط مع كلمة فعل الإرسال من قبل اللّه تعالى أرحم الراحمين (يرسل) التي تنم عن الرحمة لأنها ترتبط بكل خير كما في (يرسل) الرسل الكرام عليهم السلام أجمعين:
أ - إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ والْأَرْضِ واخْتِلافِ اللَّيْلِ والنَّهارِ والْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وتَصْرِيفِ الرِّياحِ والسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ والْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)، (البقرة: 164).
ب - وهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ... ، (الأعراف: من الآية 57).
ج - وهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً (48)، (الفرقان: 48).
د - أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ والْبَحْرِ ومَنْ يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ تَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63)، (النمل: 63).
ه - ومِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ ولِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ ولِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ ولِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ ولَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (46)، (الروم: 46).
______________________________
(1) مختار الصحاح، ص 151.

الصفحة 20