كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 5)

و - اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ ... ، (الروم:
من الآية 48).
ز - واللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها كَذلِكَ النُّشُورُ (1)، (فاطر: 9).
هذه الدرجات تتبعها درجات أعلى وأقوى.
2 - الريح المتوسطة،
وهي الرياح التي فيها فائدة معينة أو ضرر معين أو تدمير من النوع المتوسط:
أ - واضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ وكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً (45)، (الكهف: 45).
ب - فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ (36)، (ص: 36) .. لاحظ هنا كلمة الريح - وليس رياح - لها صفة التدمير فهي إما متوسطة أو قوية. وصفة الرخاء هنا تعني أن اللّه تعالى مكنه من جعلها مفيدة بإذن ربها.
ج - وأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسْقَيْناكُمُوهُ وما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِينَ (22)، (الحجر: 22) .. وهذه الرياح لها عدة أدوار من تلقيح السحب إلى تلقيح النبات. فبعد دورها في حمل بخار الماء من المساحات المائية إلى تلقيح ذرات الماء سالبة الشحنة في سحب مع ذرات الماء موجبة الشحنة في سحب أخرى ليحصل التفريغ الكهربي الذي نراه كبرق أو صعق وينزل المطر، هذه العملية التي غالبا ما تعرف بدورة المياه في الطبيعة، ولو لاحظنا تتابع النص لوجدنا أنه ذكر بعد الرياح اللواقح مباشرة وأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسْقَيْناكُمُوهُ ... ، أي مباشرة بعد تلقيح السحب هذا ينزل المطر الساقي للزرع والبشر والحيوان والذي لا يمكن خزنه بمكان لأن في الدقيقة الواحدة تتبخر ملايين الأطنان من جميع محيطات وبحار الأرض فأنّى يتأتى للبشر من خزن كل تلك الكميات الهائلة. ثم إن للرياح اللواقح هذه دورا تلقيحيا آخر في تلقيح النباتات بحملها لحبوب اللقاح من النباتات ذات الصفات الذكرية إلى تلك ذات الصفات الأنثوية ليحصل الناتج المهم للإنسان والحيوان والبيئة معا ألا وهي الثمار الجميلة

الصفحة 21