كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 5)

بين شدة الريح وهذه الكلمات لوجدنا أن القرآن قد سبق علم الأنواء الجوية والعلوم الهندسية في تصنيف الرياح وتعليمها للإنسان .. فسبحان من لا علم إلا علمه الذي علمه لإنسان عاش قبل ألف وأربعمائة عام وأمره أن يعلمه للبشرية كي تتعظ وتستفيد ليعبد اللّه حق عبادته وليستخلف الأرض ويعمرها.
إعصار فيه نار استعرض القرآن الكريم قصص أقوام عصوا أنبياءهم فأصابهم غضب اللّه ومنهم من أصابته الريح المهلكة كما ذكرنا في قصة قوم عاد مع نبيهم هود عليه السّلام وكما جاء في قصص أقوام آخرين. كما وسرد لنا اللّه تعالى قصة سيدنا سليمان عليه السلام وكيف أن الريح سخرت له تعمل بأمره تذهب بسرعة حسب ما يأمرها وهو قوله تعالى ولِسُلَيْمانَ الرِّيحَ غُدُوُّها شَهْرٌ ورَواحُها شَهْرٌ ... ، (سبأ: 12)، وقد فسرها صاحب الظلال رحمه اللّه بقوله: ومنه يستفاد أن اللّه سخر الريح لسليمان وجعل غدوها أي توجهها غادية إلى بقعة معينة (ذكر في سورة الأنبياء أنها الأرض المقدسة) يستغرق شهرا ورواحها أي انعكاس اتجاهها في الرواح يستغرق شهرا كذلك وفق مصلحة تحصل من غدوها

الصفحة 27