كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 5)

القطبين .. وهذا ما دفع جورج هادلي (1753 م) إلى اقتراح دورته البسيطة للرياح التجارية. وطبقا لتصوره فإن الهواء الساخن يتصاعد عند الاستواء ويندفع الهواء تحت المداري ليملأ الفراغ ويعمل دوران الأرض إلى دفع الهواء المتحرك باتجاه الغرب مما يشكل الرياح التجارية .. وبعد تطور التقنيات وظهور الأقمار الصناعية والبحوث الحديثة تم فهم حقيقة الأمر ووضع فهم أكثر نضجا للدورة الفصلية للرياح وهي أن هناك ثلاث خلايا بين خط الاستواء وكل قطب أو ما يسمى بالدورة العامة للرياح وخلايا روسبي والرياح الشرقية والغربية الناتجة من خط العزم الزاوي فوق أرض تدور، فإذا تحركت كتلة من الهواء ناحية القطب فإنها لا بد أن تنحرف شرقا للمحافظة على عزمها الزاوي، ونفس الشيء يقال باتجاه خط الاستواء وانحراف الهواء ناحية الغرب في نصف الكرة الشمالي وعكسه تماما في النصف الجنوبي مما يؤدي إلى إمداد الرياح بقوة حول الأرض والتي تتغير من مكان إلى آخر حسب خطوط العرض وتوزيع الحرارة .. وبهذا تكون النتيجة ثلاثة أحزمة أو لفات كبيرة من الهواء. بين خط الاستواء والقطب. وعموما فإن الإشعاع الشمسي القادم يمتص جزئيا ويتشتت بعضه عن طريق الغلاف الجوي وجزء منه تمتصه السحب وما تبقى تمتصه الأرض، ثم يطلق سطحها الساخن مع الغلاف الجوي المسخن موجات طويلة من الأشعة تحت الحمراء والتي يتسرب بعضها إلى الفضاء، وأما البعض الآخر فيخرج من الأرض عبر الانتقال المباشر لها بالتوصيل وغير ذلك من الحرارة الكامنة في بخار الماء، ويؤثر في هذا عوامل أخرى كالتربة والرطوبة ووعورة السطح والسحب وغيرها مما يؤثر على الطقس ودرجات الحرارة النمطية على سطح الأرض صيفا وشتاء مما يشكل مناطق مختلفة للضغط تكون المحرك الرئيسي للرياح على وجه الأرض، إذ ينساب الهواء من مناطق الضغط المرتفع إلى مناطق الضغط المنخفض فتقاوم قوتان إضافيتان ميل الهواء للانسياب مباشرة هما قوة كوريوليس والاحتكاك الذي يلاحظ قرب سطح الأرض فقط .. وهاتان القوتان تتوازيان في خط معاكس لاتجاه حركة الرياح مما يشكّل توازنا خطيّا وحركة دورانية خارجة من مراكز الضغط المرتفع إلى المنخفضات وهذا ما يعرف علميا بالانتشار ( Divergen)، وحركة دورانية دافعة إلى المركز وما يعرف علميا بالتجمع ( Convergen) .. وهذا ما عبر عنه القرآن الكريم بقول اللّه تعالى في سورة المرسلات: والنَّاشِراتِ نَشْراً (3) فَالْفارِقاتِ

الصفحة 30