كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 5)

كوروليوس. وهذا ما يشكل قوى مختلفة الدرجات وحسب الحالة تصل أحيانا إلى أكثر من 100 ميل في الساعة ..
وفي كل الأحوال فإن هناك تدرجا في القوة على هيئة دوامات اضطرابية، وفي بعض الحالات سحب موجية خاصة تشبه أمواج البحر وتبدأ بأسطح عليا ملساء، ثم تتشكل كأمواج ثم تتكسر وتصبح حركة اضطرابية غير منتظمة مفتتة مجرى الرياح الكبيرة إلى رياح أصغر وأصغر تتميز بأنها أكثر بعدا عن الانتظام، وهناك ظاهرة جوية أخرى تنتج رياح سطحية اعلى من المعتاد، وتسبب عواصف ترابية وهي أساس لعملية خلط كبرى بين الزويوسفير والاسترانوسفير، وهي تعرف ب (طية التروبوسفير)، وتحدث حينما يكون هناك تفاعل بين تيار نفاث مع تشكيل جبهي، ينتج هبوط شديد الهواء عالي السرعة من ارتفاعات عليا إلى السطح، وقد يكون الهواء ساخنا جدا، جافا وسريع الحركة مما قد ينتج عنه رياح سطحية شديدة تدوم لفترة طويلة ويمكنها أن ترفع كثيرا من الرمال لمسافات بعيدة، وكذلك التراب وبخار الماء، ثم تأتي قوى أفقية تنقل هذه المواد والأشياء إلى أماكن بعيدة أخرى ... هذه الأحداث يصفها القرآن الكريم بقوله تعالى والذَّارِياتِ ذَرْواً (1) فَالْحامِلاتِ وِقْراً (2) (الذاريات) «1» ..
الشكل القمعي للإعصار
______________________________
(1) أوجه من إعجاز القرآن الكريم في وصف حركة الرياح، د. أحمد عبد اللّه مكي، مجلة الإعجاز، العدد 5، ص 10 - 16، يناير 2000 م، بتصرف.

الصفحة 36