كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 5)

أما في وسطها فهي تتعرض لدرجة حرارية منخفضة تكفي لتكثيفها وتحويلها إلى سحابة ممطرة. أما في القسم العلوي فالحرارة هناك قد تصل إلى 40 - 50 درجة مئوية تحت الصفر، وحيث إن التيارات الهوائية تتبادل الحركة فتصعد الساخنة منها إلى أعلى وتنخفض الباردة إلى أسفل، وهكذا تحمل قطرات الماء التي تكونت في وسط السحابة - أي في المنطقة أو القسم الثاني من السحابة - مع التيارات الدافئة الصاعدة من ذلك القسم إلى القسم الأبرد من السحابة، وحينئذ تتجمد تلك القطرات وتتحول إلى برد شديد القساوة مختلف الأحجام يتوقف حجمه على المدة الزمنية التي يقضيها في المنطقة الباردة، فإذا استمر طويلا يثقل شيئا فشيئا ليكون بردا كاملا يسقط مباشرة حينا، أو يحمل من تيارات أخرى تؤجل سقوطه رغم اكتمال نموه ليسقط على مناطق أخرى. وأثناء انتقالها تتصادم التيارات الهوائية الباردة والساخنة تلك لتولد شرارات كهربية هائلة مصدرها الشحنات الكهربية داخل القطرات الموجودة داخل السحب فيتم التفريغ الكهربائي بين سحابتين عند التصادم لتشكل ما يعرف بالبرق، وقد يصل البرق من الكثافة بحيث تصل عدد ومضات البرق إلى أكثر من 400 ومضة في الدقيقة الواحدة بحيث إن المبصر إليها سواء أ كان من قرب كالطيارين أو عن بعد من على سطح الأرض يخشى على بصره من أن يتأثر سلبا.
ثم إن هناك تفاصيل أخرى للمسألة، ففي الحقيقة وجد العلماء أن هناك عمليتين أساسيتين لسقوط المطر. العملية الرئيسية الأولى هي ما تعرف بعملية التنوية ( Nucleation)، وهي العملية الرئيسية في تكوين قطرات المطر، حيث يتكاثف بخار الماء حول ذرة غبار «1» صغيرة جدا فتكون طبقة رقيقة من الماء تغلف ذرة الغبار، ثم تليها أخرى وهكذا، إلى أن تتكون قطرة المطر ولكنها تمتاز بصغر الحجم وقلة الوزن فلا تسقط.
أما العملية الرئيسة الثانية التي تلي عملية التنوية، فكما نعلم أن الغيوم والسحب ليست أجساما محددة في الحجم والأبعاد لأنها ببساطة بخار ماء متجمع
______________________________
(1) أو أية ذرة مشابهة في حجمها مثل بلورات الملح الناتجة من تبخر ماء البحر، وقد تكون ناتجة عن نواتج الاحتراق والأتربة والمركبات الكبريتية.

الصفحة 42