كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 5)

1. يزجي سحابا: أي يسوقه برفق بقوة دفع الرياح، وكما تفسره الآية الأخرى من سورة فاطر.
2. ثم يؤلف بينه: أي يجمعه لحصول عملية التنوية التي ذكرناها، والأداة ثم تتطلب زمنا.
3. ثم يجعله ركاما: أي يجعله متراكما بشكل سحاب ركامي وهذا يتطلب زمنا لذلك استخدم الأداة (ثم) التي تفيد التتابع المتراخي.
لقد وجد أن عملية التنوية تستغرق الجزء الأكبر من الوقت اللازم لتكوين قطرة الماء، إذ نحتاج إلى 45 دقيقة لتنمو قطيرة تحتوي على (10 - 14) غم من الملح نصف قطرها الابتدائي (57، 0) مايكرون ليصبح نصف قطرها 10 مايكرون، وإلى 12 ساعة ليصبح 50 مايكرون، وإلى 24 ساعة لتصبح قطرة رذاذ (100 مايكرون). أي أننا نحتاج إلى أكثر من 24 ساعة للحصول على ذرة الرذاذ هذه، أي أننا نحتاج لزمن طويل نسبيا وهنا تتجلى روعة استخدام الأداة (ثم) في الآية المباركة «1».
4. فترى الودق يخرج من خلاله: أي حبات الماء تخرج من وسطه، وهي ما فصلنا حول قطرات الماء التي تتكون في القسم الوسطي من السحابة الركامية. الفاء هنا تفيد التتابع المباشر أي مباشرة بعد اكتمال تكون الجبل الركامي للسحابة، وبعد حصول عمليتي التنوية وكبر الحجم للقطيرة.
5. من جبال فيها من برد: أي أن المنطقة أو القسم العلوي من جبل السحاب هذا يخرج منه البرد أو قطع الجليد الصغيرة.
6. فيصيب بها من يشاء ويصرفها عن من يشاء: أي نزول ذلك البرد حسب نقل الريح له بمشيئة اللّه تعالى الرزاق ذي القوة المتين.
7. يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار: أي أن البرق الناتج من اصطدام هذه السحب يكاد يخطف أبصار الناظرين إليه، وانظر إلى قوله تعالى (يكاد) أي لتقريب هول المنظر ولم يقل يذهب البرق بأبصارهم.
يقول الأستاذ عبد المجيد الزنداني: تتبعت القرآن فوجدت عند الدراسة أن هناك
______________________________
(1) المياه في القرآن، المهندس أحمد الدليمي، ص 33، بتصرف.

الصفحة 45