كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 5)

الجميل المريح للنفس البشرية ويبعدها عن وسوسات العواصف والرعود والبرق. وهذا النوع لا يرتفع في طبقات عالية من الغلاف الجوي التي تمتاز بدرجات حرارية منخفضة جدا تصل إلى دون ال 40 تحت الصفر المئوي، مما يجعل دوره مقتصرا على المطر فقط دون الثلوج أو البرد. ينشأ هذا النوع من السحب على شكل قطع متفرقة من الغيوم بعد أن تثيرها الحرارة والرياح من على سطح البحار والمحيطات لترفعها بشكل قطع متفرقة مختلفة في شحناتها الكهربية، فإذا ما التقت في طبقات الغلاف الجوي المتوسطة الارتفاع حصلت عملية تفريغ لتلك الشحنات الكهربية لينزل المطر. وعادة ما يكون المطر هنا أقل غزارة من أمطار السحب الركامية أو الثقيلة، وعادة ما يكون مفيدا للأنواع الرقيقة من الزرع والأعشاب التي تفيد الثروة الحيوانية تحديدا.
لقد أشارت الآية 48 من سورة الروم إلى هذا النوع من السحب: اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ ويَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذا أَصابَ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48)، (الروم: 48) ...
لنتدبر النص مليا:
1. اللّه الذي يرسل الرياح: اللّه تعالى هو الذي يأمر الرياح لتثير السحب بفعل أسباب معينة شرحناها في فصل الرياح.
2. فتثير سحابا: أي لتحمله، والفاء هنا للتتابع المباشر للعملية.
3. فيبسطه في السماء كيف يشاء: أي لتبسطه بشكل فرش في جو السماء وبأشكال مختلفة تعتمد على قوة دفع الرياح وأسباب أخرى، والفاء هنا للتتابع المباشر أيضا. وانظر إلى قوله تعالى (السماء) وليس السماوات، والمقصود هو الغلاف الجوي وكما شرحنا في موضوع طبقات السماوات ضمن كتاب الفلك من هذه السلسلة.
4. ويجعله كسفا: أي قطع متراصة مختلفة الأشكال والأحجام.
5. فترى الودق يخرج من خلاله: المقصود بالودق هو نقط الماء الكبيرة النامية التي تخرج من السحب، أي يخرج منه المطر حصرا دون البرد والثلج الذي اقتصر وصفه حصرا في حالة السحب الركامية.

الصفحة 48