كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 5)

الفصل الأول الرياح في علم الأرصاد الجوية
الرياح باختصار هي حركة الهواء المكون لطبقات الجو المغلف للأرض، وسبب هذه الحركة متعدد يرتبط بالشمس التى تدور حولها الأرض، وكذلك بالقمر الذى يدور حول الأرض، وكذلك تضاريس الكرة الأرضية من بحار ويابسة وجبال ووديان وغير ذلك.
ومعلوم ما للرياح من أثر مهم بل وأساسي في حياتنا اليومية على هذه السفينة الفضائية التي تسمى الأرض، فالملاحة الجوية والبحرية تعتمد أصلا على الرياح، والزراعة التى منها قوتنا وغذاؤنا تعتمد على الأمطار بنسبة كبيرة، والأمطار لا تحدث إلا بفعل الرياح مع عوامل أخرى سنفصلها في هذا الكتاب، هذا فضلا عن أهمية الرياح فى حفظ البيئة وفى هذا تفصيل كبير.
إذا أردنا التعرف على بعض خصائص الرياح وعلم حركة الهواء ضمن منظار علم الأرصاد الجوية ( Meteorology) فنقول - وباللّه التوفيق - ، إن الريح تمثل العامل الجوي الذى يتعرض له كل ما موجود على الأرض من منشآت ونبات وجماد وحيوان وإنسان، إلا إذا كان محميا منها.
تحاط الأرض بطبقة سميكة من الهواء الذى يتكون من عدة غازات ومركبات غازية يعرف بالغلاف الجوي. يصل ارتفاع هذا الغلاف إلى أكثر من 500 كلم، وكما فصلنا في كتاب الفلك فإن كلمة السماء جاءت في أغلب الأحيان في القرآن لتفسر طبقة السماء الأولى أي التي تقع مباشرة فوق القشرة الأرضية الصلبة والسائلة، وهي المسئولة ضمن الطبقات التي تتكون منها عن عدة أمور منها نزول المطر وحماية الأرض من الأشعة الكونية أو الدقائق الكونية وغير ذلك من الواجبات التي أنيطت بها من قبل بارئها سبحانه وتعالى «1».
كما ذكرنا في كتاب الفلك أن طبقة التروبوسفير هي الطبقة التى تحصل فيها أغلب العمليات الفيزيائية والكيميائية والكهربية المعقدة في السحب والغيوم ومنها عمليات
______________________________
(1) لتفاصيل أكثر في هذا الموضوع، بإمكان القارئ الكريم الرجوع إلى كتابنا (المنظار الهندسي للقرآن الكريم (باب 3/ فصل 4/ ص 562 - 569).

الصفحة 5