كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 5)

2 - حتى إذا أقلت سحابا ثقالا: فإذا ما حملت هذه السحب الثقيلة المحملة بالآلاف الأطنان من المياه لفائدة الزرع والحيوان والبشر.
3 - سقناه لبلد ميت: حملت لبلد وأرض عطشى بحاجة لسقي أحيائها جميعا.
4 - فأنزلنا به الماء: الفاء للتتابع، أي يكون أمر اللّه تعالى للماء بالنزول وهطول الكميات الكبيرة منه بواسطة هذه السحب.
5 - فأخرجنا به من كل الثمرات: أي تنبت منه جميع أنواع الثمار لغزارته واختراقه للتربة كما ذكرنا.
6 - كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون: تنويه لمن يكفر ببعث الناس من قبورهم بأن هذه العملية تشبه إلى حد كبير عملية خروج الناس من قبورهم للحساب يوم القيامة، وكما سنفصل في كتاب (آخر الزمان) من هذه السلسلة.
هناك آيات أخرى تعضد هذه الآيات وهي التي تتعلق بنزول الماء على التربة لتنتفخ وتحصل عملية الإنبات بعد ما كانت الأرض مجدبة، كما في قوله تعالى: وتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ ورَبَتْ وأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ، (الحج: من الآية 5) .. ومِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ ورَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْياها لَمُحْيِ الْمَوْتى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39)، (فصلت: 39).
سنفصل بإذن اللّه تعالى في كتاب (النبات والإنبات) من هذه السلسلة ما يتعلق بالسبق العلمي لهاتين الآيتين، ولكن على العموم ما يتعلق بربط الوصف في الآيتين للماء الذي يخترق التربة وتحصل العمليات التي ذكرناها ليتم الإنبات من كل زوج بهيج يدل على أن المقصود بالمطر هنا هو النوع الذي تحمله هذه السحب، واللّه أعلم.
ها نحن ذكرنا ظاهرة كونية يستحيل الوصول إليها في زمن محمد صلى اللّه عليه وسلّم، فضلا عن قياس الشحنات الكهربائية ورسم دائرة حبات المطر والبرد وهي تدور وتصرف وتنزل وتصرف، من أخبر محمدا صلى اللّه عليه وسلم بهذا؟، ومن أعطاه هذا الوصف الدقيق، هذا كلام رب العالمين الذي قال اللّه عنه لكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ والْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً (166)، (النساء: 166).

الصفحة 52