كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 5)

المتصلة بعملية التبخير بواسطة حرارة الشمس، ثم يتم تكثيفها كمياه أمطار عذبة من السحب، ولا دور للإنسان في هذه المعجزة العلمية سوى النظر إليها ووجوب شكر اللّه عليها، فإن اللّه يحب عبده الشكور ويجازيه الجزاء الأوفى إذ قال تعالى وسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144).
اجتهد الإنسان في البحث عن طريقة للدفاع بها عن نفسه من الضربات القاتلة لهذا الفارس الجبار وأسلحته الثلاثة: البرق والرعد والصعق، إلى أن فتح اللّه عليه بالعلم فاخترع مانعا الصواعق، وهو عبارة عن قضيب من الحديد أو النحاس بارتفاع لا يقل عن ثلاثة أمتار إذ يوضع بأعلى العمارات السكنية وبأعلى صواري السفن المبحرة بأعالي البحار، وعلى أي مداخن لمصانع مطلوب حمايتها من ضربات الصواعق، فحينما تنقض الصاعقة تستقبلها المانعة وتمتصها لتوصلها إلى سطح الأرض أو سطح البحر إذ تفرغ الشحنة الكهربائية الجبارة إليها، فتكون هي جهاز الحماية والدفاع من الصواعق الجوية التي لها قدرة على إحراق وإفناء كل معنى للحياة في المناطق التي تصيبها ..
ويجب أن نتذكر أن الصواعق تبحث دائما عن أسهل الطرق وأقربها بين السحاب والأرض، ولهذا يجب اجتناب الأشجار المنعزلة وخاصة القائمة فوق قمم التلال، فإنها تجذب الصواعق ويكون التيار الكهربائي الساري في جذعها كافيا لقتل من يستظل بها من الأمطار، كما يجب الابتعاد عن أسوار الأسلاك الممتدة على قوائم خشبية حيث إن هذه الأسلاك خير الموصلات التي تستقبل الصواعق، لهذا يعتبر أكثر المواقع الآمنة من الصواعق هي المباني ذات قضبان البرق وأسفل الجبال، وقد اهتمت سفن حاملات الغاز بمانعة الصواعق وقامت بوضعها على مسافات متقاربة بل لا تزيد على مترين وبارتفاعات تزيد على ارتفاع صواريها وذلك لحساسية وخطورة الشرارة الكهربائية القادمة من البرق، ويمكن للإنسان تقدير بعد العاصفة الرعدية من مكانه بالنظر إلى البرق، فإن سمع معها لحظيا الرعد فهذا يعني أن العاصفة الرعدية فوق رأسك تماما، أما إذا كان الزمن بين البرق والرعد خمس ثوان فهذا يعني أنها تبعد عنك بمقدار ميل واحد، وإذا كان عشر ثوان فهذا يعني أنها تبعد عنك بمقدار ميلين وهكذا، كلما كان الفاصل الزمني بين البرق والرعد كبيرا كانت العاصفة الرعدية بعيدة. لكن اللّه جل شأنه إذا أراد عقابا لأي من البشر أو طائفة من الناس قد زاد طغيانهم فهذا أمر يسير على

الصفحة 55