كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 5)

نزول المطر والبرد والثلج.
لكي نفهم مدى الروعة الهائلة التي أبدعها القرآن العظيم في سبقه للحقائق المذهلة التي توصلت إليها علوم وتقنيات الكشف عن السحب ومدى التعقيد المصاحب لذلك، علينا أن نلج أولا إلى هذه الحقائق العلمية بشكل سريع ومبسط ومن غير تكلف.
إن الغلاف الغازي الذي يحيط بالأرض لا ينقل قوى القص الأفقية وبناء عليه فإن قابليته على الحفاظ على القوى الخارجية متزنة يكون محددا وصعبا، لذلك فإنه يكون بشكل حركة دائمة، وهذه العملية يصاحبها تغير في كثافة الهواء وحجمه والناتج من تغير الرطوبة والحرارة وكذلك قوى جذب الأرض والقوى الناتجة من دوران الأرض ..
هذا كله يؤدي إلى خلق حقول ضغط ( Pressure fields) في طبقة الأتموسفير.
وعند ما يكون لميلان هذا الحقل مركبة أفقية، تبدأ كتل الهواء باتجاه هذا الميل أو الممال ( Gradient).
هذه الحركة تولد قوة كوريوليس ( Coriolis forces)، والتي تدفع الريح باتجاه اليمين في نصف الكرة الشمالي واليسار في نصف الكرة الجنوبي حتى تتجه كتل الهواء خلال خط تساوي الضغط الجوي ( Isobar)، وبعدها تستمر الكتلة بالتحرك بسرعة ثابتة باتجاه هذا الخط، وهذا طبعا يمثل حركة الهواء خلال ارتفاع معين فوق سطح الأرض وهو ما يسمى بالريح ذات الميل أو ذات الممال ( Gradient Wind).
إن تكوين ونشوء رياح متعددة يتعلق بظاهرة دورية ترتبط بدوران الأرض حول محورها (الحركة الدورانية)، وحول الشمس (الحركة الدائرية) وكذلك نوعية التضاريس الأرضية ( Terraim)، والريح المتولدة بهذه الطريقة تحدث بانتظام وتؤخذ بنظر الاعتبار في الحسابات ..
أنواع الرياح:
هناك عدة أنواع من حركات الهواء التي تعرف بالرياح، سنذكر أولا التقسيمات العامة للرياح ثم نذكر تفاصيل التقسيم العلمي لذلك. وقد عرف العلماء هذه الحركات ومتوسط سرعتها بالميل وكما سنفصل:

الصفحة 6