كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 5)

في أستراليا والمحيط الهندي، وهي عواصف لها طاقة عالية مصدرها الأساسي من الحرارة المتحررة من تكثيف بخار الماء. والمناطق التي تضربها هذه الأعاصير تكون ذات أقطار تصل إلى مئات الكيلومترات وبارتفاع أكثر من (10) كم، وبسرعة تتراوح بين (5 - 50) كم/ ساعة، وهي تحصل بين خطوط عرض (5 - 20) درجة في الصيف والخريف. في مركز الإعصار تتكون دائرة هادئة نسبيا من هواء جاف بقطر (30) كم، وحوله دوامات هائلة تدور بنفس الوقت بحيث إن الهواء الدافئ الرطب يرتفع للأعلى بقرب المركز وينزل نحو الأرض في محيط الدوامة والتي تصل سرعتها إلى (30) م/ ثا، وأحيانا (50) م/ ثا مسببة أمواج مد هائلة تحدث معها خسائر كبيرة وسببها السحب من مركز الإعصار، وكذلك الأمطار الكثيفة المرافقة لها. هذه الأنواع من الرياح يقف الإنسان أمامها صغيرا لا حول له ولا قوة سوى مراقبة مساراتها والتنبؤ بحدوثها وإنذار الجهات والمناطق والمدن التي ستضربها، أما المعالجات والوقاية فليس للإنسان ما يملكه لحد الآن من منع ذلك.
أخيرا هناك النوع الأكثر تدميرا وهو نوع الدوامات الهائلة تورنادوز ( Tornadoes)، وهذه دونا عن بقية الأنواع تشكل الكوارث الأكبر ضمن كوارث الرياح والأعاصير، وهي تتكون على الأرض خلال الأجواء غير المستقرة والمتذبذبة بين الرطب والدافئ ولها دوامات تتشكل عند التقاء تيارين، مكونة إعصارا رعديا يتحول إلى شكل غيمة ذات أنبوب قمعي، وعند ما تصل هذه الغيمة إلى الأرض يتكون هذا الإعصار.
والمنطقة المضروبة من هذا الإعصار تكون صغيرة ذات قطر قليل حوالي (300) م، وبسرعة تصل إلى (30 - 100) كم/ ساعة، بمسار يتراوح من عدة أمتار إلى عدة كيلومترات باتجاه الشمال الشرقي .. دوامات هذه الأعاصير تصل سرعة ريحها إلى أكثر من 100 م/ ثا، وفرق الضغط بين مركز الدوامة ومحيطها يصل إلى 410 باسكال، أو ما يشكل قوة تدمير بناية كبيرة ذات عدة طوابق، وتتشكل هذه الأعاصير فجأة وبتركيز عال لتضرب مناطق ضيقة وبوقت قصير ويكون تأثيرها مدمرا بشكل رهيب وخسائرها لا تقدر بثمن، والأخطر من ذلك أنه لا يمكن التنبؤ بحدوثها إلا بوقت قصير لا يمكن معه إنذار المناطق التي ستتعرض لها .. كما وأن هناك ما يعرف بالقنبلة الهوائية، وهي التقاء دوامتين هوائيتين هائلتين من النوع السابق ( Tornadoes) لتشكل تدميرا لا يتصوره

الصفحة 9