كتاب الفرج بعد الشدة للتنوخي (اسم الجزء: 5)

قد يقطع الثَّوْب غير لابسه ... ويلبس الثَّوْب غير من قطعه
قد يرفع الْبَيْت غير ساكنه ... ويسكن الْبَيْت غير من رَفعه
فارض من الله مَا أَتَاك بِهِ ... من قرّ عينا بعيشه نَفعه
وصل حبال الْبعيد إِن وصل ... الْحَبل وأقص الْقَرِيب إِن قطعه
قَالَ مؤلف هَذَا الْكتاب، ولي من هَذَا الروي، وَقَرِيب من هَذَا الْمَعْنى، أَبْيَات وَهِي:
اصبر فَلَيْسَ الزَّمَان مصطبرًا ... وكلّ أحداثه فمنقشعه
كم من فَقير غناهُ فِي شبعٍ ... قد نَالَ خفضًا فِي عيشه ودعه
وَكم جليلٍ جلّت مصائبه ... ثمَّ تلافاه بعد من وَضعه
فَعَاد بالعزّ آمنا جذلًا ... وَعَاد أعداؤه لَهُ خضعه
وأنشدنا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى الْمَعْرُوف بثعلب:
ربّ ريحٍ لِأُنَاس عصفت ... ثمّ مَا إِن لَبِثت أَن ركدت
وكذاك الدَّهْر فِي أَفعاله ... قدمٌ زلّت وَأُخْرَى ثبتَتْ
بالغٌ مَا كَانَ يَرْجُو دونه ... ويدٌ عمّا استحقّت قصرت
وَكَذَا الأيّام من عاداتها ... أنّها مفسدةٌ مَا أصلحت

الصفحة 11