كتاب الفرج بعد الشدة للتنوخي (اسم الجزء: 5)
وإنّي صبرت النّفس بعد ابْن عنبسٍ ... وَقد لجّ من مَاء الشئون لجوج
لأُحسب جلدا أَو ليستاء حاسدٌ ... وللشرّ بعد القارعات فروج
ويروى لأمير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أبي طَالب عَلَيْهِ السَّلَام:
إنّي أَقُول لنَفْسي وَهِي ضيّقةٌ ... وَقد أَنَاخَ عَلَيْهَا الدّهر بالعجب
صبرا على شدَّة الأيّام إنّ لَهَا ... عُقبى وَمَا الصّبر إِلَّا عِنْد ذِي الْحسب
سيفتح الله عَن قربٍ بنافعةٍ ... فِيهَا لمثلك راحاتٌ من التّعب
ويروى لعُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ، وَقيل إِنَّه لغيره:
خليليّ لَا والله مَا من ملحّةٍ ... تدوم على حيّ وَإِن هِيَ جلّت
فَإِن نزلت يَوْمًا فَلَا تخضعن لَهَا ... وَلَا تكْثر الشّكوى إِذا النّعل زلّت
فكم من كريمٍ قد بلي بنوائبٍ ... فصابرها حتّى مَضَت وأضمحلّت
وَكَانَت على الأيّام نَفسِي عزيزةٌ ... فلمّا رَأَتْ صبري على الذلّ ذلّت
وَأنْشد مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان متمثلًا:
فَلَا تيأسن واستغن بالله إنّه ... إِذا الله سنّى حلّ عقدٍ تيسّرا
الصفحة 6
303