كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 5)

لها (¬1)؟ فسئل عن هذا مالك بن أنس (رحمه الله) فقال: ما أرى أن الهجن والبراذين إلا هي من الخيل؛ لأن الله قال: {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً} [النحل: الآية 8] أترون أن الهجن من البغال؟ قالوا: لا. أترون أنها من الحمير؟ قالوا: لا. قال: هي من الخيل، فتتناولها النصوص الواردة في الخيل (¬2).
وقال بعض العلماء في الهجين: والهجين: هو ما أحد أبويه من الخيل رديء من البراذين أبوه أو أمه، فإذا كانت أمّه من العِرَاب الحرائر وأبوه ليس كذلك فهو المعروف بالمُقْرِف (¬3)، ومنه قول هند بنت النعمان بن بشير (¬4):
وَمَا هِنْدُ إِلاَّ مُهْرَةٌ عَرَبِيَّةٌ ... سَلِيلَةُ أَفْرَاسٍ تَجَلَّلَها بَغْلُ
فَإِنْ وَلَدتْ مُهْراً كَرِيمًا فَبِالحَرَى ... وَإِنْ يَكُ إِقْرَافٌ فما أنجَب َالفَحْلُ

فالمقرف: هو الذي أمه من الخيل العِرَاب الجياد وأبوه ليس كذلك، ومن هذا المعنى قول جرير (¬5):
¬_________
(¬1) انظر: الأوسط لابن المنذر (11/ 160 - 163)، القرطبي (8/ 16)، المغني (13/ 86)، الأضواء (2/ 401).
(¬2) المدونة (2/ 32)، الكافي لابن عبد البر ص214.
(¬3) انظر: المغني (31/ 87)، الهُجْنَة تكون من قِبَل الأم، والإقراف من قِبَل الأب. كما في أدب الكاتب ص41، المصباح المنير (مادة: هجن) ص243، فتح الباري (6/ 67).
(¬4) البيتان في المغني (13/ 87)، أدب الكاتب لابن قتيبة ص41، الاقتضاب شرح أدب الكتاب للبطليوسي (1/ 165)، (2/ 439)، الأضواء (2/ 403). ولفظ البيت الثاني:
فَإن نُتِجَت مُهْرًا كريمًا فَبِالحَرى ... وإنْ يكُ إقرافٌ فَمِنْ قِبَلِ الفحلِ
(¬5) مضى عند تفسير الآية (46) من سورة الأنعام.

الصفحة 36