كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 5)

أولاده أربعة: وهم هاشم جَدُّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، والمطلّب، وعبد شمس، ونوفل (¬1).
أما الثلاثة الأوّلون منهم أشقَّاء، وأمهم عاتكة بنت مرة، إحدى عواتك النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن بعض أصحاب المغازي والأخباريين ذكروا عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال في بعض مغازيه: «أَنَا ابْنُ العَوَاتِكِ مِنْ سُلَيْمٍ» (¬2). وعواتك سليم هذه التي انتسب إليها النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث عواتك معروفة (¬3): الكبرى منها عمّة الوسطى، والوسطى عمّة الصغرى كما هو معروف. وسُليم بن منصور من قبائل قيس عيلان بن مضر، وسليم أخو هوازن. والعواتك هذه: صغراهن: عاتكة بنت الأوقص بن مرّة بن هلال، وعمتها: عاتكة بنت مرة، وعمّة هذه: عاتكة بنت هلال. أما الصغرى منهما -وهي عاتكة بنت الأوقص- فَهِيَ والِدَةُ وَهْبٍ والدة آمِنَة بِنْت وهب أُمّ النبي صلى الله عليه وسلم، فهي جَدَّتُه من قبيل والد أُمّه، وأما عمتها وهي: عاتِكَة بِنْت مُرَّةَ: فهي أم هاشم جده صلى الله عليه وسلم وأخويه الشقيقين: المطلب وعبد شمس، أما أخوهما نوفل فهو ليس بشقيقهما، وأمه تُسمى واقدة بنت أبي عدي، واسم أبي عدي: نوفل. سمّت عليه ولدها نوفل هذا، والحاصل أن النبي صلى الله عليه وسلم لما عاداه المشركون، وقاطعوا بني هاشم، واضطروهم إلى
¬_________
(¬1) انظر: القرطبي (8/ 12)، الأضواء (2/ 362).
(¬2) أخرجه سعيد بن منصور في سننه (2840، 2841)، والطبراني في الكبير (7/ 168 - 169)، والبيهقي في الدلائل (5/ 135، 136)، وابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق) (1/ 289)، والعلائي في جامع التحصيل ص234، وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 219) وقال: «رجاله رجال الصحيح» اهـ، وابن كثير في تاريخه (4/ 328). وهو في الكنز (31874، 35504) والسلسلة الصحيحة (1569).
(¬3) انظر: تهذيب تاريخ دمشق (1/ 289) الأضواء (2/ 362).

الصفحة 46