كتاب شرح رياض الصالحين (اسم الجزء: 5)

متفق عليه
EXقال المؤلف النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين باب فضل صلاة الفجر وصلاة العشاء يعني في جماعة ونص على هاتين الصلاتين لما فيهما من الأجر الكثير ففي حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه أن الإنسان إذا صلى العشاء والفجر في جماعة فكأنما صلى الليل كله أي فكأنه قام يصلي الليل كله العشاء نصف الليل والفجر نصف الليل وهذا فضل عظيم يعني كأنك قائم الليل كله وأنت في فراشك إذا صليت الفجر في جماعة والعشاء في جماعة وقال صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة لو يعلمون ما في العتمة وصلاة الفجر لأتوهما ولو حبوا العتمة هي العشاء والفجر معروف لو يعلمون ما فيهما من الأجر والثواب لأتوهما يحبون على الأرض كما يحبو الصبي لما فيهما من الأجر العظيم وكذلك الحديث الذي يعده لأبي هريرة أيضا أن أثقل الصلوات على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر لأن المنافقين يصلون رياء وسمعه وصلاة العشاء والفجر ظلمة لا يشاهدون فهم يأتون إليهما كرها لكن الظهر والعصر والمغرب يأتون لأن الناس يشاهدونهم فهم يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا والعشاء والفجر ما فيهما مراءاة لأنها ظلمة وفي عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن توجد أنوار ولا سرج فلا يشاهدهم أحد فيكون حضورهم العشاء

الصفحة 82