كتاب البصائر والذخائر (اسم الجزء: 5)

زيادتنا نعمان لا تحبسنها ... تق الله فينا والكتاب الذي تتلو
فإنك قد حملت فينا أمانة ... بما عجزت عنها الصلادمة البزل
فلا تك باب الشر تحسن فتحه ... علينا وباب الخير أنت له قفل
وقد نلت سلطاناً عظيما فلا يكن ... نداك لقوم غيرنا ولنا البخل
وأنت امرؤ حلو اللسان بليغه ... فما باله عند الزيادة لا يحلو
وقبلك ما قد كان فينا أئمة ... يهمهم تقويمنا وهم عصل
إذا انتصبوا للقول قالوا فأحسنوا ... ولكن حسن القول خالفه الفعل
يذمون دنيانا وهم يرضعونها ... أفاويق حتى ما يدر لها ثعل
فيا معشر الأنصار إني أخوكم ... وإني لمعروف أتى منكم أهل
ومن أجل إيواء النبي ونصره ... يحبكم قلبي وعندكم الأصل
يقال: كان من دعاء مكحول: يا رازق النعاب في عشه. وذلك أن الغراب إذا فقص عن فراخه فقص عنها بيضاً، فإذا رآها كذلك نفر عنها، فتفتح أفواهها فيرسل الله عليها ذباباً فيدخل أفواهها فيكون إذاءها حتى تسود، ثم ينقطع الذباب ويعود الغراب.
قال الأصمعي: كتب المنصور إلى سوار القاضي في شيء كان عنده بخلاف الحق، فلم ينفذ سوار كتابه وأمضى الحكم عليه، فاغتاظ أبو جعفر عليه وتوعده، فقيل له: يا أمير المؤمنين إنما عدل سوار مضاف إليك وزين لخلافتك، فأمسك عنه.

الصفحة 147