كتاب البصائر والذخائر (اسم الجزء: 5)

بك، وولهها إليك شاهدة بأنك لا تحيط بك الصفات، ولا تحدك الأوهام.
قال أبو عبيد الله الكاتب: ما رأيت مثل خالد بن برمك: بلاغته أعرابية، وطاعته أعجمية، وآدابه عراقية، وفصالحته شامية، وكتابته سوادية.
كان يزيد الرقاشي يقول: إنه ليخيل لي أن كلامي لو أنجح في قلب قائله أنجح في قلوبكم، خذوا الذهب من الحجر، خذوا اللؤلؤ من البحر، خذوا الكلمة الطيبة ممن قالها فإن الله تعالى يقول " الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه " الزمر: 18. أراك رفيقاً للمنعمين عليك، أفما لله عندك مكافأة مطعمك ومشربك في ليلك ونهارك، إن سرك أن تنظر إلى الدنيا بما فيها من ذهبها وفضتها وزخرفها، فاذهب إلى القبر فاحتمل ما فيه، لست آمرك أن تحمل تربته، ولكن تحمل فكرته، وأنشد: الطويل
فإن لم تكن أنت المسيء بعينه ... فإنك ندمان المسيء وصاحبه
آخر: السريع
يا معمل الوجناء بالفجر ... وقاطعاً للسبسب القفر
وهارباً من زمن جائر ... يجني الملمات على الحر
يأوي به الليل إلى منزل ... ممتنع أو جبل وعر
أبشر فإن اليسر يأتي الفتى ... أحوج ما كان إلى اليسر

الصفحة 205