كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك (اسم الجزء: 5)
وَفِي رابعه: صرف ابْن قطينة من الوزارة باستعفائه فَخلع عَلَيْهِ ورد إِلَيْهِ التحدث فِي أَمر الكارم كَمَا كَانَ قبل الوزارة. وخلع على فَخر الدّين بن غراب خلعة الوزارة فَصَارَ إِلَيْهِ وَالِي أَخِيه سعد الدّين إِبْرَاهِيم أَمر الدولة. وَفِيه فرق السُّلْطَان الْأَضَاحِي بالدودار من القلعة على الْعَادة فِي كل سنة. وخلع على القَاضِي سعد الدّين إِبْرَاهِيم بن غراب. وَحضر على الْبَرِيد جاني بك اليحياوي نَائِب قلعة دمشق وَمَعَهُ نُسْخَة يَمِين الْأَمِير تنم نَائِب الشَّام بإقامته على الطَّاعَة وَأَنه يُرِيد من الْأُمَرَاء الْحلف أَلا يُغيرُوا عَلَيْهِ وَلَا يؤذوه فَحلف الْأَمِير أيتمش بِحَضْرَة الْقُضَاة وَحلف لَهُ أَيْضا جَمِيع الْأُمَرَاء وَعَاد جاني بك بنسخ الْأَيْمَان على الْبَرِيد. وَفِي سابعه: وَهُوَ سادس عشر مسري سنة ألف وست عشرَة من تَارِيخ القبط أوفى النّيل سِتَّة عشر ذِرَاعا فَنزل الْأَمِير فَارس حَاجِب الْحجاب وَخلق المقياس وَفتح الخليج على الْعَادة. وَفِي ثَالِث عشره: ورد الْخَبَر بِأَن ابْن عُثْمَان ملك الرّوم أَخذ الأبلستين وعزم أَن يمشي على الْبِلَاد الشامية فَطلب الْأُمَرَاء والقضاة وأرباب الدولة إِلَى الْقصر السلطاني فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ خَامِس عشره وَقُرِئَ عَلَيْهِم كتب تَتَضَمَّن أَن ابْن عُثْمَان ملك الرّوم بعث أَخَاهُ عليا بالعساكر وَأَنه أَخذ ملطة والأبلستين وفر مِنْهُ صَدَقَة بن سولي فتسلمها فِي ثامن عشْرين ذِي الْقعدَة وَأَنه محاصر درندة فَوَقع الِاتِّفَاق على الْمسير إِلَى قِتَاله وَتَفَرَّقُوا فَأنْكر المماليك السُّلْطَانِيَّة صِحَة ذَلِك وَقَالُوا هَذَا حِيلَة علينا حَتَّى نخرج من الْقَاهِرَة فَقَط وعينوا سودون الطيار أَمِير أخور لكشف هَذَا الْخَبَر. وَفِيه أُعِيد شمس الدّين مُحَمَّد الأخناي إِلَى قَضَاء دمشق وعزل أصيل الدّين مُحَمَّد بن عُثْمَان الأشليمي فَكَانَت ولَايَته نَحْو مائَة يَوْم. وَفِي ثامن عشره: قدم أسندمر وَأخْبر أَن ابْن الطبلاوي ترك لبس الْأُمَرَاء وتزيا بزِي الْفُقَرَاء وجاور بِجَامِع بني أُميَّة واستجار بالمصحف العثماني وَامْتنع من الْحُضُور إِلَى
الصفحة 458
464