كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك (اسم الجزء: 5)

وتفنن الغلمان فِي حسن ترتيبه وتأنقوا فِيهِ وأبدوا من صنائعهم الْعَجَائِب والغرائب فجروا أَولا عشْرين قطارا من الرَّوَاحِل بقماش من ذهب أكوارها وعرقياتها وحطمها ومياثرها حَرِير مزوكش غطس وَخَمْسَة عشر قطارا من الرَّوَاحِل بعبي حَرِير وقطار رواحل قماشها أسود خليفتي وقطار رواحل قماشها أَبيض برسم الْإِحْرَام وَمِائَة فرس عَلَيْهَا من السُّرُوج والكنافيش والعبي مَا يجل قِيمَته وكجاوتين وتسع محفات أغشية الكجاوتين مَعَ خمس محفات حَرِير كُله زركش غطس وَأَرْبع محفات دونهَا وَسِتَّة وَأَرْبَعين جملا محاير بغشية الْحَرِير وخزانة المَال على عشْرين جملا وقطارين تحمل البقل وَالثِّمَار والنعناع والسلق والكزبرة المزروع ذَلِك فِي محاير. وَمن أحمال المطابخ والمشارب وأنواع المآكل الملوكية مَا لَا يدْخل تَحت حصر مِنْهَا ثَلَاثُونَ ألف علبة حلوى زنة مَا فِي كل علبة خَمْسَة أَرْطَال فَيكون ذَلِك مائَة ألف وَخمسين ألف رَطْل وجميعها قد عملت من السكر النقي وطيبت. بِمِائَة مِثْقَال من الْمسك سوى الصندل وَالْعود وَعمل الْأُمَرَاء من الْحَلْوَى مثل ذَلِك وَأما الأجناد والأعيان فَلم ينْحَصر مَا عملوه من هَذَا الصِّنْف فَانْظُر عَظمَة بلد يعْمل فِيهِ للسُّلْطَان وأمراؤه فِي شهر وَاحِد ثَلَاثمِائَة ألف رَطْل وَسِتِّينَ ألف رَطْل من السكر سوى من دونهم وَلَعَلَّه نَظِير ذَلِك وَلم يعز مَعَ هَذَا وجود السكر بل وَلَا غلا سعره فقد أدركنا وَعلمنَا صِحَّته وَحمل مَعَه عدَّة من أَرْبَاب الملاهي والمخايلين فَأنْكر النَّاس ذَلِك من أجل أَنه غير لَائِق بِالْحَجِّ. وَكَانَ لمشاهدة هَذَا الطّلب يَوْمًا مشهودا ومنظرا بديعا يتَعَذَّر حكايته وَوَصفه زَادَت فِيهِ سَعَادَة الدولة. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ رَابِع عشره: خلع على الشَّيْخ ضِيَاء الدّين عبيد الله القرمي وَاسْتقر فِي مشيخة الْمدرسَة الأشرفية ولقب بشيخ الشُّيُوخ وأبطل هَذَا اللقب من مُتَوَلِّي مشيخة خانكاة سرياقوس فسكنها ودرس بهَا قبل أَن تكمل عمارتها. وَفِيه أَمر بسد بَاب القلعة مِمَّا يَلِي القرافة فسد وَأوصى السُّلْطَان مماليك ولديه

الصفحة 8