كتاب منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري (اسم الجزء: 5)

1009 - عَنْ عَائِشَةَ وابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ:
" أنَّ أبَا بَكْير رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَبَّلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ مَوْتِهِ ".

864 - " بَاب آخِرُ مَا تكَلَّمَ بِهِ النبي - صلى الله عليه وسلم - "
1010 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ:
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ورثته السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنه بقولها:
مَاذَا عَلى مَنْ شَمَّ تربَةَ أحْمَدٍ ... أنْ لا يَشُمَّ مَدَى الزَّمَانِ غَوَالِيَا
صُبَّتْ عَلَيَّ مَصَائِب لَو أنَّهَا ... صُبَّتْ عَلَى الأيامِ صِرْنَ لَيَالِيَا
الحديث: أخرجه الشيخان والترمذي والنسائي. والمطابقة: في قول عائشة رضي الله عنها: " من نعم الله تعالى عليَّ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توفي في بيتي وفي يومي وبين سَحَري ونحري " إلخ.
1009 - معنى الحديث: تحدثنا عائشة وابن عباس رضي الله عنهم في هذا الحديث: " أن أبا بكر رضي الله عنه قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد موته " أي أن أبا بكر دخل حجرة عائشة والنبي - صلى الله عليه وسلم - مسجى بثوبه، وقد فاضت روحه، والتحق بالرفيق الأعلى، فكشف الغطاء عن وجهه، وقبّله مودعاً له الوداع الأخير، وبكى كما رواية أخرى.
فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي: أولاً: مشروعية توديع الميت وتقبيله وكشف الغطاء عن وجهه لتوديعه الوداع الأخير، لأن أبا بكر الصديق دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد وفاته، وكشف الثوب عن وجهه وقبله. ثانياً: جواز البكاء على الميت عند موادعته بشرط أن لا يكون فيه نياحة، فإن كان فيه نياحة فلا. والمطابقة: كما قال العيني في قوله: " بعد موته ". الحديث: أخرجه أيضاً الترمذي والنسائي وابن ماجة.
864 - " باب آخر ما تكلم به النبي - صلى الله عليه وسلم - "

الصفحة 26