كتاب منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري (اسم الجزء: 5)

1047 - " بَابُ قَوْلِ اللهِ تعَالَى (وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ)
1198 - عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " يَقولُ الله عَزَّ وَجَلَّ: أنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأنا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وَإنْ ذَكَرَنِي في مَلأٍ، ذَكَرْتُهُ في مَلأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وِإنْ تَقَرَّبَ إليَّ شِبْرَاً تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِرَاعاً، وإِنْ تَقَرَّبَ إليَّ ذِرَاعاً تَقرَّبْتُ إليْهِ بَاعاً، وإِنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
القسري وهو أمير العراق قد خطب فقال: إني مضحٍّ بالجعد بن درهم، لأنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً، ولم يكلم موسى تكليماً، قال الحافظ: وكان ذلك في خلافة هشام بن عبد الملك.
1047 - " باب قول الله تعالى: (وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ) "
1198 - معنى الحديث: يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث القدسي الذي يرويه عن ربه عز وجل " أنا عند ظن عبدي بي " قال الحافظ: أي أنا قادر على أن أعمل به ما ظن أني عامل به، وهذا خاص بالعبد المؤمن، " فإن ذكرني " بالتسبيح والتهليل أو غيره " في نفسه " أي منفرداً عن الناس " ذكرته في نفسي " أي ذكرته بالثواب والرحمة في نفسي دون أن أطْلِع على ذلك أحداً من ملائكتي " وإن ذكرني في ملٍأ " أي في جماعة من الناس " ذكرته في ملٍأ خير منهم " وهم الملائكة " وإن تقرّب إلى بشبر " أي وإن تقرب إلي بالطاعات مقدار شبر " تقربت إليه ذراعاً " أي تقربت إليه بالرحمة والإِنعام مقدار ذراع " وإن تقرب إلى ذراعاً تقربت إليه باعاً " أي مقدار باع " وإن أتاني يمشي أتيته هرولة " أي وإن أتاني بالطاعات ماشياً أتيته بالرحمات مسرعاً، قال في

الصفحة 372