كتاب تفسير ابن كثير ط العلمية (اسم الجزء: 5)

يَؤُمُّنَا فَأَخَذَ بِيَدِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَدَّمَنِي فَصَلَّيْتُ بِهِمْ، فَلَمَّا انْصَرَفْتُ قَالَ جِبْرِيلُ: يَا مُحَمَّدُ أَتَدْرِي مَنْ صَلَّى خَلْفَكَ؟ - قَالَ- قُلْتُ لَا- قَالَ صَلَّى خَلْفَكَ كُلُّ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.
قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي جِبْرِيلُ فَصَعِدَ بِي إِلَى السَّمَاءِ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْبَابِ اسْتَفْتَحَ فَقَالُوا مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ أَنَا جِبْرِيلُ، قَالُوا وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ مُحَمَّدٌ قالوا وقد بعث إليه؟ قَالَ نَعَمْ- قَالَ- فَفَتَحُوا لَهُ وَقَالُوا مَرْحَبًا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ- قَالَ- فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَى ظَهْرِهَا إِذَا فِيهَا آدَمُ، فَقَالَ لِي جِبْرِيلُ يَا مُحَمَّدُ أَلَا تُسَلِّمُ عَلَى أَبِيكَ آدَمَ- قَالَ- قُلْتُ بَلَى، فَأَتَيْتُهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ علي وقال مرحبا بابني الصالح وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ- قَالَ- ثُمَّ عَرَجَ بِي إِلَى السماء الثانية، فاستفتح فَقَالُوا مَنْ أَنْتَ قَالَ جِبْرِيلُ قَالُوا وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ، قَالُوا وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ، قال نعم، ففتحوا له وقال مَرْحَبًا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ فَإِذَا فِيهَا عِيسَى وَابْنُ خَالَتِهِ يَحْيَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، - قَالَ- ثُمَّ عَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ فَاسْتَفْتَحَ، قَالُوا مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ جِبْرِيلُ، قَالُوا وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ مُحَمَّدٌ، قَالُوا وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ نَعَمْ، فَفَتَحُوا لَهُ وَقَالُوا مَرْحَبًا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ، فَإِذَا فِيهَا يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ عَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ فَاسْتَفْتَحَ قَالُوا من أنت؟ قال جبريل، فقالوا وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قَالُوا وَقَدْ بُعِثَ إليه قَالَ نَعَمْ- قَالَ- فَفَتَحُوا لَهُ وَقَالُوا مَرْحَبًا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ فَإِذَا فِيهَا إِدْرِيسُ عَلَيْهِ السَّلَامُ- قَالَ- فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقَالُوا مَنْ أَنْتَ قَالَ جِبْرِيلُ قَالُوا وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ، قَالُوا وَقَدْ بعث إليه؟ قَالَ نَعَمْ- قَالَ- فَفَتَحُوا وَقَالُوا مَرْحَبًا بِكَ وبمن معك وإذا فيها هارون عَلَيْهِ السَّلَامُ.
ثُمَّ عَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ السادسة فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقَالُوا مَنْ أَنْتَ، قَالَ جِبْرِيلُ، قَالُوا وَمَنْ مَعَكَ، قَالَ مُحَمَّدٌ، قَالُوا وَقَدْ بعث إليه؟ قَالَ نَعَمْ- قَالَ- فَفَتَحُوا وَقَالُوا مَرْحَبًا بِكَ وبمن معك، وإذا فِيهَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ عَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقَالُوا مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ جِبْرِيلُ، قَالُوا وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ مُحَمَّدٌ، قَالُوا وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ نَعَمْ فَفَتَحُوا لَهُ وَقَالُوا مَرْحَبًا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ وإذا فِيهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ جِبْرِيلُ يَا محمد ألا تسلم على أبيك إبراهيم؟ قُلْتُ بَلَى، فَأَتَيْتُهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ السلام وقال مرحبا بابني الصالح وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، ثُمَّ انْطَلَقَ بِي عَلَى ظَهْرِ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ حَتَّى انْتَهَى بِي إِلَى نَهْرٍ عليه خيام اللؤلؤ والياقوت والزبرجد، وعليه طير أخضر أَنْعَمُ طَيْرٍ رَأَيْتُ، فَقُلْتُ يَا جِبْرِيلُ إِنَّ هذا الطير لنا عم قَالَ يَا مُحَمَّدُ آكِلُهُ أَنْعَمُ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ أَتَدْرِي أَيُّ نَهْرٍ هَذَا- قَالَ- قُلْتُ لَا، قَالَ هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ اللَّهُ إِيَّاهُ، فَإِذَا فِيهِ آنِيَةُ الذَّهَبِ والفضة يجري على رضراض مِنَ الْيَاقُوتِ وَالزُّمُرُّدِ مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللبن- قال- فأخذت من آنيته آنِيَةً مِنَ الذَّهَبِ، فَاغْتَرَفْتُ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ فَشَرِبْتُ فَإِذَا هُوَ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَأَشَدُّ رَائِحَةً مِنَ الْمِسْكِ.
ثُمَّ انْطُلِقَ بِي حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى الشَّجَرَةِ فَغَشِيَتْنِي سَحَابَةٌ فِيهَا مِنْ كُلِّ لَوْنٍ [فَرَفَضَنِي] جِبْرِيلُ وَخَرَرْتُ سَاجِدًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ اللَّهُ لِي: يَا مُحَمَّدُ إني يوم خلقت السموات والأرض افترضت

الصفحة 11