كتاب لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ

استفدت منه كثيرا وسمع معي على الشيوخ بالصالحية وغيرها ولم أر في دمشق من يستحق اسم الحافظ غيره. انتهى. رتب المعجم الأوسط للطبراني على الأبواب وكذا صحيح ابن حبان، مات في ثالث عشر شهر من رمضان سنة ثلاث وثمانمائة -رحمه الله تعالى.
ابن الملقن عمر بن علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله:
عرف بابن النحوي لأن أباه كان عالما به أخذه عنه الأسنائي وغيره فلهذا كان يكتب بخطه عمر بن أبي الحسن النحوي فاشتهر بذلك، في بلاد اليمن الأنصاري الوادي آشي الأندلسي الأصل ثم المصري نزيل القاهر الشافعي الإمام العلامة الحافظ شيخ الإسلام وعلم الأئمة الأعلام عمدة المحدثين وقدوة المصنفين سراج الدين أبو علي خرج والده من بلدة الأندلس إلى بلد التكرور فعلَّم به أهله القرآن العظيم فأنعموا عليه بدنيا طائلة وارتحل إلى القاهرة فاستوطنها وتأهل بها فولد له بها ابنه هذا في يوم السبت الرابع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة ومات عنه وهو ابن سنة فأوصى به إلى الشيخ عيسى المغربي وكان خيرا صالحا يلقن القرآن العظيم بجامع ابن طولون فتزوج بأمه وتربى في حجره بحيث إنه نسب إليه حتى صار يعرف بابن الملقن وصار علما عليه إلى أن مات فحصل له من جهته خير كثير، أقرأه القرآن ثم عمدة الأحكام وأراد أن يُقرئه في مذهب الإمام مالك فأشار عليه بعض بني جماعته بأن يُقرئه المنهاج1 ففعل وأسمعه على الحافظين أبي الفتح بن سيد الناس والقطب الحلبي واستجيز له من عدة من مصر ودمشق منهم الحافظ المزي، وطلب الحديث في صِغره بنفسه قأقبل عليه وعني به لتوفر الدواعي وتفرغه فإن أنشأ له ربعا أنفق عليه قريبا من ستين ألف درهم فكان يغل له جملة صالحة فسمع الكثير بمصر من جماعة من أصحاب ابن عبد الدائم والنجيب منهم أبو عبد الله بن السراج الكاتب ومحمد بن غالي وعبد الرحمن بن عبد الهادي وأحمد بن كشتغدي والحسن بن السديد وأحمد بن محمد بن عمر الحلبي وأحمد بن علي المشتولي2 ومحمد بن أحمد الفارقي وأبو القاسم الميدومي وإبراهيم بن علي الزرزاري3 وزين الدين أبو بكر بن قاسم الرحبي ولازمه فتخرج به وبالحافظ علاء الدين مغلطاي.
وارتحل في سنة سبعين إلى دمشق فسمع بها من متأخري أصحاب الفخر بن
__________
1 والصواب "بعض بني جماعة" وعبارة الضوء اللامع فأشار عليه ابن جماعة أحد أصحاب أبيه أن يقرئه المنهاج الفرعي فحفظه. اهـ. وعبارة المنهل الصافي فقال له بعض أولاد ابن جماعة: أقرئه المنهاج فأقرأه. اهـ. ولعله العز أبو عمر بن جماعة وهو من شيوخه الذين تفقه هو بهم والله أعلم. "الطهطاوي".
2 نسبة إلى مشتول بمصر بالشين المعجمة والمثناة الفوقية.
3 ترجمة السيوطي في حسن المحاضرة.

الصفحة 129