كتاب لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ

الفتح الميدومي والعلامة شمس الدين محمد بن القماح وأبي إسحاق بن القطبي والأستاذ أبي حيان وإسماعيل بن إبراهيم التفليسي وابن شاهد الجيش وشمس الدين بن عدلان ونجم الدين الأسواني وزين الدين الكناني1 وأبي الحرم القلانسي وشمس الدين الأصبهاني وعبد الرحمن بن يوسف المزي وأبي نعيم أحمد بن عبيد الأسعردي وغازي وعيسى ابن الملك المغيث عمر بن العادل أبي بكر بن محمد بن أبي بكر بن أيوب وأحمد بن عبد المؤمن الدمياطي وعبد العزيز بن عبد القادر بن أبي الدر الربعي وغيرهم.
وأجاز له من دمشق عدة منهم الحافظان المزي والذهبي ومحمد بن محمد بن الحسن بن سلمة وأبو العباس أحمد بن علي الجزري ومحمد بن إسماعيل بن إبراهيم ومحمد بن بُصْخان2 وكان كثير البحث في وقت السماع بحيث إنه لم يخل وصفه في غالب الطباق بأنه كان كثير الحديث في السماع وصار هذا له ديدنًا حتى إن مجالس تسميعه لا تخلو من ذلك، وتفقه وبرع وتفنن في علوم، حضر دروس شيخ الإسلام تقي الدين السبكي في الفقه وبحث معه فيه وأخذ عن شيوخ عصره كالشيخ شمس الدين بن عدلان ونجم الدين بن الأسواني والإمام العلامة بهاء الدين بن عقيل وانتفع به كثيرا وتزوج بابنته وناب عنه في القضاء واختص به.
وقرأ في الأصول والمعقولات على الشيخ شمس الدين الأصبهاني وأذن له بالإفتاء هو وجماعة غيره وأخذ النحو والتصريف والأدب عن الأستاذ أبي حيان، وحج في سنة أربعين وزار المسجد الأقصى ثم حج في سنة تسع وأربعين وتصدر للإقراء فقرأ عليه خلائق وانتفعوا به حتى أن أكثر الفضلاء بالديار المصرية الآن من الفقهاء الشافعية وتلامذته وتلامذة تلامذته، وكان أول ما ولي من المناصب إفتاء دار العدل رفيقا للإمام بهاء الدين السبكي في شهر ربيع الثاني سنة خمس وستين ولما أنشئت الحجازية والبديرية درس بهما وكذا البدرية الخروبية جعله صاحبها متصدرا بها فاستمر في جميع ذلك وولي تدريس الخشابية المشهورة
__________
1 قد حرفه كثير منهم من يقول الكناني بنونين ومنهم من يقول الكنتاني بنونين بينهما مثناة فوقية والصواب الكتاني بمثناة فوقية مشددة ونون واحدة لأن أباه كان تاجرا في الكتان من مصر إلى الشام كما في طبقات الجمال الإسنوي. "الطهطاوي".
2 وهو المقرئ المشهور الذي جرى بينه وبين الذهبي ما هو معروف حيث ترجمه الذهبي بما لا يتفق ومقداره في العلم فلما اطلع ابن بصخان على ذلك كتب على هامش الكتاب وعلى خلال أسطر الذهبي ما ردّ به عليه وأصبح خط الذهبي بصورة لا يقرأ معها. فلما رآه الذهبي انزعج من ذلك وضرب على الترجمة بجملتها وكتب في آخر ترجمته في معجمه: محوته من ديوان القراء. فكأن الذهبي بيده المحو والإثبات وعنده أم الكتاب وبصخان بالموحدة والصاد المهملة والخاء المعجمة كما في الدرر الكامنة لابن حجر.

الصفحة 136