كتاب ذيل تذكرة الحفاظ للحسيني

ونقل لنا أنه اختلط بآخره، قال: أخبرنا قاضي الجماعة الفقيه على مذهب أهل الحديث أبو القاسم أحمد بن أبي الفضل المخلدي البقوي وهو آخر من حدث عنه السماع قال: أخبرنا أبو عبد الله بن عبد الحق الخزرجي وهو آخر من حدث عنه قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن فرج مولى ابن الطلاع قال: حدثنا يونس بن مغيث قال: حدثنا أبو عيسى1 قال: حدثنا أبو مروان2 قال: حدثنا يحيى بن يحيى قال: حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة" 3. هذا حديث جيد الإسناد رجاله كلهم علماء، وهم بين قرطبي ومدني فمن شيخنا إلى يحيى بن يحيى قرطبيون ومن مالك ألى ابن عمر مدنيون، وقد رواه مسلم عن يحيى موافقة، ورواه البخاري عن عبد الله بن يوسف وعن قتيبة كلاهما عن مالك -رحمه الله.
وقد مات عام خمس وأربعين بدمشق الإمام العلامة قاضي القضاة جلال الدين أبو المفاخر أحمد بن قاضي القضاة حسام الدين أبي الفضائل الحسن بن أحمد بن الحسين4 ابن أنوشروان الرازي الحنفي عن ثلاث وتسعين سنة ولي قضاء دمشق وحدث عن ابن المجاور، ومات بطرابلس المجد السني5 محمد بن عيسى بن يحيى المصري ثم الدمشقي الصوفي عن اثنتين وسبعين سنة حدث بالترمذي عن ابن ترجم، ومات بدمشق شيخ الأدب نجم الدين علي بن داود اليحياوي6 الحنفي خطيب جامع تنكز، وماتت
__________
1 يحيى بن عبد الله بن يحيى القرطبي.
2 عبيد الله بن يحيى القرطبي أخو جد أبي عيسى المتقدم.
3 رواه البخاري في كتاب الآذان باب 30، ومسلم في المساجد حديث 249.
4 يقول الطهطاوي: وصوابه ابن الحسن. كما في الدرر الكامنة وعدة مواضع من الجواهر المضية وطبقات الكفوي. وما ذكره المؤلف من أن وفاة جلال الدين أبي المفاخر المذكور كانت في سنة 745هـ الصواب الموافق لما في الدرر الكامنة والجواهر المضية وغيرهما، وقد قال صاحب الدرر الكامنة في ترجمته: وكتب الخطب المنسوب على الولي الذي كان ببلاد الروم ومات 691 ثم قال في آخر ترجمته: وكانت وفاته في تاسع عشر رجب من سنة 745 ا. هـ. وبهذا يعلم ما في كلام صاحب الفوائد البهية في تراجم الحنفية من الغلط الفاحش الناشئ من اختصاره عبارة الدرر الكامنة وعدم النظر إلى ما في آخرها من تاريخ وفاة المترجم فتأمل، والله الهادي.
5 قال الطهطاوي: وصوابه "السبتي" كما في معجم الحافظ الذهبي طبقات الحفاظ له في ترجمة والده وكذا في الدرر الكامنة في ترجمته وترجمة أخته أَمة الرحيم. وهو مجد الدين أبو الخطاب محمد بن الشيخ المحدث ضياء الدين عيسى بن يحيى بن أحمد بن محمد بن مسعود الأنصاري السبتي الأصل المصري ثم الدمشقي. ولد بمصر سنة 672 وسمع من ابن ترجم جامع الترمذي وتحول إلى دمشق فسكنها وولي بها مشيخة دروس جمة، وحدث ومات في جمادى الآخرة من سنة 745. وأما والده ضياء الدين عيسى فقد توفي بالقاهرة في سنة 696 عن 83 سنة كما في معجم الحافظ الذهبي.
6 قال الطهطاوي: وصوابه "القحفازي" بالقاف والحاء المهملة والفاء والزاي كما يعلم من الجواهر المضية في باب الأنساب. وهو شيخ النحاة والأدباء بدمشق في عصره نجم الدين أبو الحسن علي بن داود بن يحيى بن كامل بن يحيى بن جبارة القرشي الزبيري القحفازي الدمشقي الحنفي وله ترجمة في الدرر الكامنة وفوات الوفيات والجواهر المضية وبغية الوعاة وشذرات الذهب ولكن ليس فيها بيان هذه النسبة ولعل أحد آبائه لقب بالقحفاز من القحفزة هي سرعة المشي فتنسب إليه، والله أعلم.

الصفحة 16