كتاب ذيل تذكرة الحفاظ للحسيني

للذهبي أنه نسخه في خمسة أيام ا. هـ. وقال ابن كثير بعد أن ذكر مؤلفاته: ولي مشيخة دار الحديث البهائية داخل باب توما، وكان يشهد بالمواريث بدمشق ا. هـ.
وله مؤلفات حسنة ما بين مطول ومختصر، منها "التذكرة بمعرفة رجال العشرة" اختصر فيها تهذيب الكمال لشيخه المزي وحذف منه من ليس في الستة وأضاف إليهم من في الموطأ ومسند أحمد ومسند الشافعي ومسند أبي حنيفة وقال: في أولها: ذكرت فيها رجال كتب الأئمة الأربعة المقتدى بهم لأن عمدتهم في استدلالهم لمذاهبهم في الغالب على ما رووه بأسانيدهم في مسانيدهم فإن الموطأ لمالك هو مذهبه الذي يدين الله به أتباعه ومقلديه مع أنه لم يرو فيه إلا الصحيح، وكذلك مسند الشافعي موضوع لأدلته على ما صح عنده من مروياته وكذلك مسند أبي حنيفة وأما مسند أحمد فإنه أعم من ذلك كله وأشمل ا. هـ. والتقط منها ابن حجر في "تعجيل المنفعة في زوائد رجال الأئمة الأربعة" من لم يخرج له في تهذيب الكمال خاصة، وناقشه بأن اعتماد المالكية على ما يروي به ابن القاسم عن مالك وافق الموطأ أو لم يوافق، وقد جمع ابن حزم فيما خالف فيه المالكية ما ضمنه مالك الموطأ وأشهر ذلك حديث الرفع عند الركوع والاعتدال، وبأن "مسند أبي حنيفة" تخريج ابن خسرو إنما يحتوي على بعض أحاديثه وقد جمع قبله الحافظ أبو بكر بن المقري لأبي حنيفة مسندًا استوعب فيه أحاديث لكن لم يكثر طرقها وقبله الحافظ أبو محمد الحارثي مسندًا واستوعب الطرق في كل حديث مرتبًا على مشايخ أبي حنيفة وبأن "مسند الشافعي" إنما هو رواية الأصم لما سمعه من الأم وفي أحاديثه كثرة في مبسوط المزني وكتاب حرملة ا. هـ. ومنها "الامتثال بما في مسند أحمد من الرجال ممن ليس في تهذيب الكمال" وكتاب الذرية الطاهرة سماه "العرف الذكي في النسب الزكي" و "الاكتفاء في الضعفاء" و"التعليق على ميزان الاعتدال" لشيخه الذهبي بين فيه كثيرًا من الأوهام واستدرك عليه عدة أسماء و "ترتيب أطراق المزي على الألفاظ" و "معجم الشيوخ" و"ذيل العبر" للذهبي.
ومنها "ذيل طبقات الحفاظ". هذا، وقد جرى فيه على طريقة شيخه الذهبي من ذكر مشاهير شيوخ المترجم وسرد مؤلفاته وإيراد حديث بطريقه موصول السند إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- إن كان له من طريقة رواية- وإثبات وفيات كبار أهل العلم ومن له شأن في التاريخ من غيرهم ممن ماتوا سنة وفاة المترجم مع إيماء يسير إلى أحوالهم. وقد ترجم عدة من الحفاظ الأحياء ممن تأخرت وفاتهم فذكرنا وفياتهم تعليقًا. وله غير ذلك من المصنفات النافعة وكان شرع في شرح النسائي.
وتوفي بدمشق في يوم الأحد سلخ شعبان المكرم أو مستهل رمضان المعظم سنة خمس وستين وسبعمائة ودفن بسفح قاسيون بصالحية دمشق -تغمده الله تعالى برحمته وغفرانه وأدخله فسيح جنانه.

الصفحة 4