كتاب لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ

ابن الحافظ محب الدين أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن إبراهيم الطبري الشافعي، وبنابلس قاضيها جمال الدين محمد بن سالم بن يوسف بن صاعد القرشي المقدسي الشافعي في شهر ربيع الآخر وله أربع وسبعون سنة، وبحماة الصاحب جمال الدين أبو غانم محمد بن الصاحب كمال الدين عمر بن أحمد بن العقيلي الكاتب الحلبي في أول أيام التشريق عن ستين سنة1، وباليمن ملكها المظفر يوسف بن المنصور إلياس بن محمد بن سعيد الرسعني الحنبلي -رحمه الله تعالى.
الفاروثي أحمد بن إبراهيم بن عمر بن الفرج الواسطي الشافعي المقري الصوفي الإمام العلامة شيخ العراق عز الدين أبو العباس:
ولد بفاروث2 في سادس عشر ذي القعدة سنة أربع عشرة وسبعمائة وكان إماما عالما متقنا متضلعا من العلوم والآداب حسن التربية للمريدين، قرأ القرآن على أصحاب ابن الباقلاني وروى عن عمر بن كرم وأبي حفص عمر بن محمد البكري السهروردي ولبس منه الخرقة ومن أبيه وطبقتهما وعن عدة من أصحاب أبي الفتح بن البطي وأبي الوقت وأمثالهما كالإمام أبي طالب عبد الرحمن بن محمد بن عبد السميع الهاشمي وأبي القاسم علي بن أبي الفرج بن الجوزي وأبي الحسن علي بن أبي الفرج بن معالي بن كُبَّة3 البصري وأبي محمد الأنجب ابن أبي السعادات الحمامي وأبي طالب عبد اللطيف بن محمد بن علي بن القبيطي وأبي الخير كاتب يحيى بن سليمان بن أبي البركات الصواف وزهرة بنت محمد بن أحمد بن حاضر، جاور بمكة مدة ثم انتقل منها في سنة إحدى وتسعين إلى دمشق فروى بها الكثير وأقرأ القراآت وولي بها الخطابة بالجامع الأموي مدة ثم صرف عنها فسافر مع الحاج ودخل العراق وأجاز له جمع منهم الشريف أبو طالب عبد الرحمن بن محمد بن عبد السميع الهاشمي وأبو الفضل محمد بن الحسن بن السباك4 وأبو محمد الحسين بن علي بن رئيس الرؤساء وأبو منصور سعيد بن محمد بن تاشين، ذكره الحافظ أبو الفتح محمد بن سيد الناس في من لقيه من الحفاظ فيما أجاب به ابن أبيك قال: ثم دخلت دمشق في حدود سنة تسعين وستمائة فألفيت بها الشيخ الإمام شيخ المشايخ ومن له في كل فضل اليد الطولى والقدم الراسخ، إلى أن قال: كان ممن قرأ القرآن بالحروف وازدحم الناس على القراءة عليه والفوز بما لديه وطلب الحديث قديما ولم يزل لذلك مديما وللسنة النبوية
__________
1 وهو ابن العديم المعروف، قال: الصفدي توفي سنة 695.
2 فاروث من قرى واسط.
3 بضم الكاف وفتح الموحدة المشددة.
4 المتوفى سنة ست وثلاثين وستمائة.

الصفحة 60